رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي في باريس

نشر في 24-09-2025 | 10:01
آخر تحديث 24-09-2025 | 18:30
كلوديا كاردينالي
كلوديا كاردينالي

غيَّب الموت، أمس، عملاقة سينما ستينيات القرن العشرين الممثلة الفرنسية - الإيطالية كلوديا كاردينالي، التي رحلت عن 87 عاماً بمقر إقامتها في ضواحي باريس.

وأفاد مدير أعمال كاردينالي، لوران سافري، بأن النجمة رحلت «مُحاطةً بأبنائها» في نيمور- قُرب باريس، حيث كانت تسكن، لكنه لم يشر إلى سبب وفاتها.

وقال سافري إن كاردينالي، التي أدَّت أدواراً في أفلام لعدد من أبرز المخرجين، مثل: لوكينو فيسكونتي، وفيديريكو فيليني، وريتشارد بروكس، وهنري فيرنوي، وسيرغيو ليوني، «تترك وراءها إرث امرأة حُرة وملهَمة، في مسيرتها كفنانة وامرأة على السواء». وأوضح أن موعد مأتم الراحلة ومكانه لم يُحدَّدا بعد.

من جهته، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة «إكس» كاردينالي، بأنها كانت «نجمة إيطالية وعالمية»، مؤكداً أنها ستبقى «في قلوب الفرنسيين إلى الأبد».

ولاحظ الرئيس الفرنسي في منشوره أن كاردينالي «كانت تجسِّد حُريةً، ونظرة، وموهبةً، أضافت الكثير إلى أعمال الكبار، من روما إلى هوليوود، وباريس التي اختارتها وطناً لها».

ورأى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي أن وفاة كاردينالي تُمثل رحيل «واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات على مر العصور».

وقال الوزير، في بيان، إنها «جسَّدت رقة إيطالية أصيلة وجمالاً فريداً، وشاركت في أكثر من 150 فيلماً طوال مسيرتها الفنية الطويلة، بعضها يُعد من روائع سينما المؤلف».

وأضاف: «بعدما أصبحت معروفة عالمياً، ألهمت أبرز مخرجي القرن العشرين بموهبتها الاستثنائية».

برزت كاردينالي من خلال أدوارها في «إيل غاتوباردو»، و«وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست»، و«أوتّو إيه ميدزو»، وكانت من أشهر ممثلات السينما الإيطاليات، إلى جانب جينا لولوبريجيدا، وصوفيا لورين. وشاركت في أفضل أفلام مرحلة النهضة السينمائية الإيطالية (بولونييني وزورليني وسكويتيرتي)، وتألقت في هوليوود (إدواردز، بروكس، ليوني)، وفي فرنسا (بروكا، فيرنوي)، وحتى في ألمانيا مع فيرنر هرتزوغ وفيلمه الشهير «فيتزكارالدو».

وكانت كلود جوزفين روز كاردينالي، المولودة في حلق الوادي بالقُرب من تونس العاصمة في 15 أبريل 1938، لأب فرنسي وأم إيطالية من جزيرة صقلية، في السابعة عشرة عندما فازت بمسابقة جمالية من دون أن تترشح لها.

وانقلبت حياتها عندها رأساً على عقب، إذ كُوفئت «أجمل إيطالية في تونس» برحلة إلى مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث أحدثت ضجة كبيرة، وتلقت عروضاً سينمائية عدة.

وكانت بدايتها في أفلام إيطالية، مع أن لغتها الإيطالية كانت سيئة، وكانت تتحدَّثها بلكنة فرنسية، وهي تجيد أيضاً العربية والصقلية.

في الثانية والعشرين، شاركت لوكينو فيسكونتي بطولة فيلم «روكو وأشقائه» عام 1960، مما أهَّلها بعد بضع سنوات لواحد من أهم أدوارها في فيلم «إيل غاتوباردو»، إلى جانب آلان دولون وبيرت لانكستر عام 1963.

في العام نفسه، شاركت في تحفة سينمائية إيطالية أخرى، هي «أوتّو إيه ميدزو» للمخرج فيليني، حيث لعبت دور ملهمة الشخصية الرئيسية، وهو مخرج.

وكانت كاردينالي تقارن دائماً ببريجيت باردو. ومثَّلت «سي سي» السمراء، و«بي بي» الشقراء، شكَّلتا معاً لاحقاً فيلماً بعنوان «فتيات النفط» (1971).

كذلك حققت نجاحاً باهراً في مسيرتها الفنية الأميركية، إذ لعبت دور البطولة في فيلم «النمر الوردي» (1963) للمخرج بليك إدواردز، وفيلم «المحترفون» مع بيرت لانكستر.

أما دورها في الفيلم الإيطالي الأميركي الشهير «وانس آبان إيه تايم إن ذي ويست» (1968) للمخرج سيرغيو ليوني، إلى جانب تشارلز برونسون وهنري فوندا، فقد نالت عنه جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا عام 1993 وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.

back to top