«الناتو» لروسيا: سنرد بكل الوسائل على التصعيد غير المسؤول

• الدنمارك تتعرض لأخطر هجوم جوي... والسويد تطالب أوروبا بالاستعداد للحرب

نشر في 24-09-2025
آخر تحديث 23-09-2025 | 20:48
زحام بمطار كوبنهاغن أمس  (أ ف ب)
زحام بمطار كوبنهاغن أمس (أ ف ب)

أظهرت التطورات المتلاحقة أن المواجهة بين الغرب وروسيا لم تعد محصورة في ساحات القتال الأوكرانية فقط، بل امتدت إلى مجال هجين يشمل استفزازات عسكرية مباشرة على حدود الناتو، وهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة تستهدف البنى التحتية الحيوية للحلفاء، وتحذيرات من حرب واسعة، ومحاولات للتأثير في الاستقرار السياسي لدول الجوار.

وأصدر حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحذيراً حاداً إلى روسيا، أمس، متهماً إياها بـ «نمط من السلوك غير المسؤول» بعد سلسلة انتهاكات جوية حديثة لدول أعضاء في الحلف، مؤكداً أنه سيستخدم «كل الوسائل العسكرية وغير العسكرية اللازمة» للدفاع عن نفسه.

جاء ذلك في بيان لمجلس الحلف عقب اجتماع طارئ دعت إليه إستونيا، في وقت تشهد الساحة الأوروبية تصعيداً متعدد الجبهات يتراوح بين الاستفزازات الحدودية والهجمات الهجينة وتحذيرات علنية من احتمال نشوب صراع عسكري.

وعقد مجلس شمال الأطلسي، المكون من سفراء الدول الأعضاء الـ32، اجتماعه بناءً على طلب إستونيا بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن الخاصة بالتشاور عند الشعور بتهديد. وجاء الاجتماع رداً على حادثتين رئيسيتين: انتهاك ثلاث مقاتلات روسية (ميغ-31) للمجال الجوي الإستوني يوم 19 سبتمبر لمدة تزيد على 10 دقائق، قبل أن تعترضها وتصرفها مقاتلات إيطالية تابعة للحلف. كما ناقش المجلس الحادث «واسع النطاق» الذي شهد دخول نحو 20 طائرة مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي في 10 سبتمبر.

وحمّل البيان الروس «المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال التصعيدية»، محذراً من أنها «قد تقود لحدوث إساءة تقدير وتعرض الأرواح للخطر». وأكد المجلس أن «روسيا يجب ألا تشك في أن الحلف وحلفاءه سيستخدمون، وفقاً للقانون الدولي، كل الأدوات المذكورة للدفاع عن أنفسهم وردع كل التهديدات من كل الاتجاهات»، مضيفاً بتصعيد الرد: «سنواصل الرد بالطريقة وفي المنطقة والتوقيت الذي نختاره».

وبالتوازي مع الانتهاكات العسكرية المباشرة، ظهر تهديد آخر أكثر غموضاً. فقد شهد مطارا كوبنهاغن الدنماركي وأوسلو النرويجي، الأكثر ازدحاماً في شمال أوروبا، إغلاقاً كاملاً عدة ساعات مساء الاثنين بعد رصد طائرات مسيّرة كبيرة بالقرب منهما، مما عطل حركة عشرات الآلاف من المسافرين وأدى إلى إلغاء وتحويل عشرات الرحلات.

ووصفّت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن الحادث بأنه «أخطر هجوم على البنية التحتية الحيوية في الدنمارك حتى الآن»، مشيرة إلى أنه يهدف إلى «التشويش وإثارة الاضطرابات».

وأضافت أن الحادث «يتفق مع الطائرات المسيّرة التي تم رصدها مؤخراً، وانتهاكات المجال الجوي، والهجمات الإلكترونية التي استهدفت مطارات أوروبية». من جانبه، قال قائد الشرطة الدنماركية، ينس جيسبرسن، إن التحقيقات تشير إلى أن وراء الحادث «مشغلاً يتمتع بقدرات عالية»، في حين امتنعت السلطات عن اتهام طرف محدد علناً، رغم الربط الضمني بالأنشطة الروسية.

في هذا الجو المشحون، جاءت تصريحات وزير الدفاع السويدي، بال يونسون، في برلين لتعكس مستوى القلق المتصاعد في العواصم الأوروبية. حيث طالب يونسون أوروبا بـ«تعزيز قدراتها الدفاعية والانتقال من عقلية السلام إلى عقلية الاستعداد للحرب»، محذراً من أن روسيا تحرز «تقدماً كبيراً» وتزيد من قوتها العسكرية «الفتاكة».

وانتقد الوزير السويدي، الذي يبحث مع نظيره الألماني بوريس بستوريوس تعزيز التعاون العسكري، عزوف بعض دول الحلف عن الوفاء بالتزاماتها التمويلية وتقديم المساعدات لأوكرانيا، واصفاً الأخيرة بـ«الدرع الأمنية لأوروبا».

على الأرض في أوكرانيا، أعلنت روسيا تقدمها في السيطرة على جزء كبير من مدينة كوبيانسك في شمال شرق البلاد، مؤكدة نيتها مواصلة التقدم في عمق منطقة خاركيف.

وفي سياق متصل، حذرت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، من تدخل روسي في الانتخابات المقررة نهاية الأسبوع، متهمة الكرملين بإنفاق «مئات الملايين من الدولارات لشراء الأصوات وإثارة الفوضى» لمنع اندماج بلادها مع أوروبا.

back to top