أفراح الصباح: «صندوق» لغة العواطف والموسيقى اللفظية لحيوات متعددة

• في ديوانها الجديد الصادر عن دار كلمات

نشر في 24-09-2025
آخر تحديث 23-09-2025 | 18:33
الشاعرة أفراح الصباح
الشاعرة أفراح الصباح
أكدت الشاعرة أفراح الصباح أن الديوان الشعري الجديد الذي يحمل عنوان «صندوق» يحمل العديد من الصور الفوتوغرافية التي دائماً ما تذكرنا بالماضي، مبينة أن الصور عبارة عن الأحلام المجهضة، الطفولة، الماضي، المستقبل، ورسائل القسوة والحنان، وذكريات مختزلة.

في ديوانها الجديد «صندوق»، الصادر عن دار كلمات، استطاعت الشاعرة أفراح مبارك الصباح أن تصل إلى مستويات عالية من التعبير عن المشاعر الإنسانية، حيث تتوهج الرؤى والمضامين بأقصى درجات التكثيف والإيحاء، أما عنوان الديوان فيأتي بوصفه مفتاحا دلاليا، فالصندوق يرمز إلى الحفظ والاختباء وصون ما قد يطوله النسيان.

وبهذه المناسبة، تقول الشاعرة الصباح: «الصندوق هو صور الأحلام الوردية والأحلام المجهضة، الطفولة، الماضي، المستقبل، رسائل القسوة والحنان، الذكريات المختزلة، فهو يحمل العديد من الصور الفوتوغرافية التي دائما ما تذكرنا بالماضي ونَحِنّ لها». وتابعت الصباح: «صندوق هو لغة العواطف، وهو الموسيقى اللفظية لحيوات متعددة، كما يمثّل الصندوق (AI) لمراحل زمنية سابقة، فهو ذاكرة الـ (AI) والذكاء الاصطناعي».

وتضيف: «وكما قال نعوم تشومسكي: اللغة مرآة العقل، فأنا أقول: صندوقي هو مرآة العقل والروح، فصندوقي يحمل الكثير من عناصر الحياة الأولية، فهو الريح التي تمرّ بين الأغصان، وهو الشجر، وحفيف الشجر، وصوت الأوراق المتساقطة، وهو حركة المد والجزر، وصوت الليل إذا أسدل والنهار إذا أقبل».

الغرائبيات

وفي دراسة تناولها د. هشام محفوظ عن الديوان، من مقتطفاتها «عندما تغدو الذات الشاعرة متماهية في اللحظة المعاصرة مستبصرة محتوى ما بالأسطح وما بالأعماق نجد في عالمنا الشعري المعاصر مثل هذه الزفرة اللغوية الشاعرة: ندفن آهاتنا في صندوق.. دمعةٌ جافة.. حلمٌ موؤود.. صرخةٌ مكتومة.. صندوق... الصديق الصدوق.


غلاف الديوان غلاف الديوان

بهذه الشذرات الوجدانية المكثّفة، تستهل الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح أحد مقاطع ديوانها «صندوق»، لتفتح أمام القارئ نافذة على العوالم الداخلية المكتومة، حيث تتحوّل اللغة إلى وسيلة دفنٍ رمزيّ، لكنه دفن واعٍ، ينطوي في عمقه على إحياءٍ آخر من نوع مختلف.

في هذا السياق، نكتشف معًا إمكانية أن يجعل الشعراء من اللغة نفيرًا من التعبير عن لواعج عصرٍ مثخنٍ بالغرائبيات».

مساحة علاج رمزية

وتابع د. محفوظ «إنّ الشعر هنا لا يُكتب للزينة البلاغية، ولا للتماهي مع المجاز وحده، بل يتحوّل إلى مساحة علاجية رمزية، يودّع فيها الإنسان جراحه، ويستبصر من خلالها إمكانيات الشفاء المعنوي والنفسي، فمن خلال التقاء الفكر بالمشاعر، والرمز بالوجدان، ينبض النص الشعري بطاقة تتجاوز البوح، لتغدو ممارسة وجودية علاجية تكشف وتواسي وتحرّر».

back to top