رئيس سورية يطلّ من الأمم المتحدة بعد 6 عقود برسائل داخلية ولقاءات تتجاوز الدبلوماسية

نشر في 23-09-2025
آخر تحديث 22-09-2025 | 19:14
الشرع متحدثاً للجالية السورية أمس الأول (سانا)
الشرع متحدثاً للجالية السورية أمس الأول (سانا)

وسط ظروف إقليمية معقدة وحراك داخلي متسارع أعاد رسم موازين القوى، تتجه الأنظار اليوم إلى مشاركة الرئيس السوري غير المسبوقة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 6 عقود وخطابه التاريخي المنتظر غداً.

وتأتي المشاركة التاريخية للرئيس أحمد الشرع مترافقة مع سلسلة لقاءات سياسية رفيعة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة التي تبدأ اليوم، ما يمنحها زخماً استثنائياً ورسائل تتجاوز البعد الدبلوماسي لتنعكس على ملفات إقليمية ملتهبة.

وفي أكبر تحول استراتيجي تشهده سورية على الساحة الدولية منذ عقود، من المقرر أن يلقي الشرع غداً كلمة أمام الجمعية العامة لأول مرة بعد كلمة الرئيس الراحل نور الدين الأتاسي التاريخية في عام 1967.

واستهل الشرع، الذي لا يزال خاضعاً لعقوبات الأمم المتحدة بسبب ماضيه المسلح ويتعيّن عليه الحصول على استثناء خاص لكلّ مرة يسافر فيها إلى الخارج، زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة، بلقاء أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وجه فيهه رسائل داخلية مهمة، مؤكداً أن «سورية لا يمكن أن تنهض من جديد إلا بوحدة أبنائها وتجاوز الانقسامات».

وقال الشرع: «قد لا نتفق في كل شيء، لكن يجب أن نتوحّد، فالعالم يقف مذهولاً أمام التجربة السورية، وما ينقصنا اليوم هو خطة سليمة ووحدة صف لإعادة بناء سورية».

ويتضمن برنامج الزيارة لقاءات سياسية بارزة، على رأسها اجتماع الشرع أمس مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إضافة إلى مشاركة في جلسة بحثية يديرها المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية ديفيد بترايوس، في حوار يركز على قضايا الديموقراطية والأمن.

ومن المقرر أن يلتقي الشرع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش الاجتماعات، في لقاء هو الثاني بينهما بعد قمة الرياض في مايو الماضي.

وفي سابقة أخرى، شارك الرئيس السوري في قمة كونكورديا العالمية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وأكد أنه ورث اضطرابات كثيرة حدثت خلال الـ60 سنة الماضية ولا يستطيع حلها دفعة واحدة، معتبراً أن «سقوط النظام فتح مرحلة تاريخية جديدة للمنطقة».

واعتبر الشرع أن «حصر السلاح بيد الدولة سيحمي سورية من النزاعات والاضطرابات»، محذراً من وجود أطراف خارجية تريد إثارة النعرات الطائفية للتدخل بالشأن السوري.

ولفت إلى أنه «شكل لجاناً لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، وسمح بدخول لجان دولية وأنه ملتزم بمحاسبة من يعتدي على أي مدني بدولة قانون».

وإذ اشتكى الشرع من تأخير قوات (قسد) بتنفيذ الاتفاق معه، أكد أنه لن يقبل أبداً بتقسيم سورية. وقال إن 25% من الجيش «أكراد».

وشدد على أنه يسعى للتهدئة مع إسرائيل ووصل لتفاهم متقدم على أساس خطوط فض الاشتباك 1974، لكن اعتبر أن حالة الغضب في سورية وحول العالم تؤثر في موقفه تجاه اتفاقات إبراهيم.

وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز»، عبّر الشرع عن رغبته في «إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى مسار مباشر وجيد»، مشيداً بقرار ترامب «الشجاع والتاريخ» رفع العقوبات عن سورية.

وبالتوازي مع النشاط السياسي في نيويورك، تشهد الساحة الميدانية شمال شرقي سورية تصعيداً عسكرياً لافتاً بين القوات الحكومية وقوات سورية الديموقراطية (قسد). فقد اندلعت اشتباكات عنيفة الاثنين على محور بلدة السعيدين قرب سد تشرين بريف منبج الشرقي، تزامناً مع قصف مدفعي طال قرى عدة في المنطقة.

وردّت «قسد» بتعزيز مواقعها، مطالبةً التحالف الدولي لاسيما الولايات المتحدة بمزيد من الدعم لمنع عودة تنظيم «داعش».

back to top