«يزهو بألوانه» يدشن الموسم الثقافي لـ «الأفنيوز غاليري»
• سهيلة النجدي: نسعى إلى احتضان مختلف أشكال التعبير البصري
افتتح «الأفنيوز غاليري» موسمه بالمعرض الفردي «يزهو بألوانه» للفنان البحريني عباس يوسف، وسط حضور لافت من مُحبي الفن التشكيلي والمهتمين بالحركة الثقافية.
ويضم المعرض 62 عملاً طباعياً توزَّعت بين التقنيات والأساليب المتعددة، مُقدماً للجمهور تجربة بصرية ثرية تكشف عن طاقة لونية وإبداعية خاصة.
وبهذه المناسبة، قالت مديرة الغاليري الفنانة سهيلة النجدي: «يحرص (الأفنيوز غاليري) منذ تأسيسه على أن يكون مساحة مفتوحة للتجارب الفنية المتنوعة، تجمع بين الفنانين المحليين والعرب والدوليين، في إطار من الحوار والإبداع المشترك. نسعى من خلال المعارض التي نستضيفها إلى احتضان مختلف أشكال التعبير البصري، بما يُثري المشهد التشكيلي المحلي، ويمنحه أبعادا أرحب تصل به إلى العالمية. افتتحنا موسمنا الحالي بمعرض الفنان البحريني عباس يوسف، الذي يشكِّل إضافة نوعية، ويعكس توجُّه الغاليري نحو تعزيز الحضور الخليجي والعربي، إلى جانب دعم الفنان الكويتي، وتوفير منصَّة تفاعلية تُبرز إبداعاته في سياق إقليمي ودولي».
62 عملاً فنياً
من جانبه، قال الفنان عباس يوسف، في تصريح له: «هذه ليست المرة الأولى التي أُشارك فيها بمعرض في الكويت، فقد كانت أول مرة هنا قبل 30 عاماً، وتحديداً عام 1994، حين عرضت أعمالي في غاليري غدير بمجمع الصالحية، لصاحبته الفنانة ثريا البقصمي، وكان المعرض إلى جانب الفنان عبدالجبار الغضبان. بعدها بفترة أقمت معرضاً آخر في قاعة أحمد العدواني التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكان المعرض ثنائياً أيضاً».
وأضاف: «كأعمال طباعة أعود بعد 30 سنة إلى الكويت عبر (الأفنيوز غاليري)، حيث أقدم نحو 62 عملاً فنياً في مجال الطباعة باستخدام مختلف التقنيات، من الطباعة بالشاشة الحريرية إلى الطباعة على الخشب والزنك والنحاس، وصولاً إلى الطباعة الحجرية. الغاية من هذا التنوُّع أن أُتيح للجمهور في الكويت فُرصة الاطلاع على تجربتي في مجال الغرافيك، والتعرُّف على الجهد المتواضع الذي بذلته عبر سنوات طويلة من الممارسة الفنية».
فترات زمنية مختلفة
ولفت إلى أن الأعمال المعروضة في «يزهو بألوانه» أنجزها خلال فترات زمنية مختلفة، تراوحت بين أعوام 2019,2022,2023,2024، إلى جانب أعمال أخرى أصر على أن يحضرها من بدايات تجربته الفنية تعود إلى أعوام 1992,1996,1997، و1998، بهدف إتاحة الفرصة للجمهور في الكويت لمشاهدة تطور تجربته عبر العقود.
وعن تحوُّلات أسلوبه الفني قال يوسف: «منذ بداياتي حتى اليوم هناك تطوُّر واضح في الأسلوب، لكن الثيمات التي أتناولها بقيت حاضرة، والألوان التي كُنت أستخدمها تطوَّرت من الأبيض والأسود، إلى البني، ثم الألوان الزرقاء، وصولاً إلى الألوان المُشرقة التي تعبِّر عن الفرح».
وأشار إلى أن الحرف العربي يحتل مساحة بارزة في أعماله، باعتباره عنصراً بصرياً غنياً بقُدراته التعبيرية، وتنوُّع دلالاته الجمالية.
وعن الحركة التشكيلية في الكويت، لفت يوسف إلى أنه يتابعها عن قُرب، وهناك كثير من أسماء الفنانين، منهم: محمود أشكناني، وعبدالرضا باقر، وسامي محمد، وغيرهم، إلى جانب مجموعة من الفنانين الشباب، مثل: عبدالله العتيبي، مؤكداً أن الساحة التشكيلية الكويتية تنبض بالحيوية والتجدُّد.
وأكد عباس أن فن الطباعة يُعد عالماً واسعاً، ومتعدد المسارات، ويحتاج إلى معرفة متجددة. ونصح الفنانين بدخول دورات متخصصة، لأن فنون الطباعة متشعبة، ومع تطور التكنولوجيا تظهر تقنيات جديدة باستمرار، لافتاً إلى أنه من المهم أن يستوعب الفنان الأساليب التقليدية والقديمة أولاً، حتى يتمكَّن من الاستمرار ومواكبة كل ما هو مستجد.
وحول خططه المستقبلية، كشف عن أن لديه معارض قادمة في الأفق، إلى جانب مشروعات أدبية جديدة. وأوضح أنه يعمل حالياً على إعداد ثلاثة كُتب جميعها مرتبطة بالحركة التشكيلية، مضيفاً أن هذه الإصدارات تأتي امتداداً لمسيرته في التأليف، بعد أن أصدر نحو 9 كُتب سابقة تناولت جوانب مختلفة من الفن التشكيلي.