اعتراف تاريخي لبريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين
• الكويت: خطوة تعزز فرص السلام في المنطقة وتدعم جهود حل الدولتين
• القاهرة تنفي خرق معاهدة السلام بعد تقارير عن نشرها 40 ألف جندي في سيناء
في خطوة تاريخية ذات دلالات سياسية وإنسانية على طريق تصحيح الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون من القوى الكبرى، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا، بشكل متزامن، الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة عشية انطلاق مؤتمر حل الدولتين برئاسة السعودية وفرنسا في نيويورك، والذي من المتوقع أن تقوم عدة دول أخرى بخطوات مماثلة.
وبعد نحو 108 أعوام من منح حكومة بريطانيا «وعد بلفور» لتأسيس «وطن قومي للشعب اليهودي» في فلسطين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن «اليوم، ولإحياء أمل السلام وحل الدولتين، أؤكد بوضوح، بصفتي رئيس وزراء هذا البلد العظيم، أن المملكة المتحدة تعترف رسمياً بدولة فلسطين».
وفي خضم تصاعد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد غزة، قال ستارمر: «في مواجهة الرعب المتزايد في الشرق الأوسط، نعمل على إبقاء إمكانية السلام وحل الدولتين حية»، مضيفاً: «هذا يعني وجود إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة، وفي الوقت الحالي، ليس لدينا أيٌّ منهما».
وبمواجهة انتقادات داخلية وضغوط خارجية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، دافع رئيس الوزراء عن موقفه، معتبراً أن «هذا الحل ليس مكافأة لحماس، لأنه يعني عدم إمكانية وجود مستقبل لها، أو دور في الحكومة، أو حتى في الأمن».
وقال إن «دعوتنا لحل حقيقي قائم على دولتين هي نقيض تام لرؤية حماس البغيضة»، مؤكداً أنه يجب إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع فوراً، ومواصلة «النضال لإبقائهم في وطنهم».
وفي أوتاوا، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، وعرض الشراكة في بناء «مستقبل سلمي واعد لكل من فلسطين وإسرائيل».
كما أعلنت الحكومة الأسترالية اعترافها بدولة فلسطينية، مشيرة إلى أن «المجتمع الدولي يعكف على وضع خطة سلام تتيح إعادة إعمار غزة وبناء قدرات الدولة الفلسطينية وضمان أمن إسرائيل».
وفور الاعتراف التاريخي، أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الكويت بإعلان كل من المملكة المتحدة وأستراليا وكندا اعترافها بدولة فلسطين الشقيقة.
وذكرت «الخارجية»، في بيان لها، أن «الكويت إذ تشيد بهذه الخطوة التي من شأنها الإسهام في تعزيز فرص السلام في المنطقة ودعم الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين فإنها تؤكد أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وشددت على ضرورة أن تحذو سائر الدول حذو الدول الثلاث بما يسهم في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة كافة.
في غضون ذلك، رحب نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسن الشيخ بالاعترافات الثلاثة، وقال إن «العالم ينتصر لإنسانيته وللعدل والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها. يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني العظيم. ثمرة صبركم وثباتكم وصمودكم وتضحياتكم».
في المقابل، تعهد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأنه سيحارب في الأمم المتحدة وفي كل الساحات الأخرى ضد ما وصفه بـ «التضليل المنهجي ودعوات إقامة دولة فلسطينية»، لأنها تهدد وجود إسرائيل، وستكون بمثابة «جائزة عبثية للإرهاب».
وفي حين أفادت تقارير بأن تل أبيب أبلغت السعودية رفض شروطها بشأن إقامة دولة فلسطينية وتعليق مسار التطبيع والسلام، دعا وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير إلى ضم الضفة الغربية المحتلة فوراً للسيادة الإسرائيلية، وسحق السلطة الفلسطينية المتمركزة في مدينة رام الله.
جاء ذلك في وقت تسعى واشنطن إلى خفض التوتر بين إسرائيل وقطر من أجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سلطات الاحتلال و«حماس»، إذ ذكر موقع «أكسيوس» أن الدوحة اشترطت الحصول على اعتذار إسرائيلي وتعويض وتعهد بعدم تكرار انتهاك سيادتها.
كما تزامن مواصلة أوساط عبرية مهاجمة ما وصفته بحشد القاهرة لنحو 40 ألف جندي في سيناء قبل بدء عملية «عربات جدعون 2» لاحتلال مدينة غزة، حيث نفت السلطات المصرية خرقها «معاهدة السلام»، مجددة على لسان «الهيئة العامة للاستعلامات» رفض القاهرة التام لتوسيع العمليات العسكرية بالقطاع وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ميدانياً، قتل الجيش الإسرائيلي 75 فلسطينياً وأصاب 304 في غزة، وذكر أنه اعترض صاروخاً أُطلق من شمال القطاع فوق أسدود.