روسيا تشعل جناح «الناتو» الشرقي... وبولندا تنشر مقاتلات وإستونيا تفعّل آلية التشاور
في رسالة نارية إلى حلف شمال الأطلسي، دفعت روسيا بمقاتلاتها المتطورة من طراز «ميغ - 31» لاختراق المجال الجوي لإستونيا، بالتزامن مع اقتراب مقاتلات أخرى من منصات نفط بولندية في بحر البلطيق.
وأثار الاستعراض والتصعيد الروسي، الذي رافقته ضربات جوية على أوكرانيا، عاصفة من الغضب الأوروبي، وأدخلت الجناح الشرقي لـ «الناتو» في أخطر اختبار منذ الحرب الباردة.
ووصفت حكومة إستونيا الانتهاك الروسي بأنه «غير مسبوق»، مؤكدة أن المقاتلات دخلت أجواءها فوق خليج فنلندا لمدة 12 دقيقة. ولم تتردد تالين في التحرك الدبلوماسي، إذ استدعت القائم بالأعمال الروسي وسلمت إليه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.
وأعلن رئيس الوزراء الإستوني كريستن ميهال أن بلاده ستلجأ إلى المادة الرابعة من معاهدة الناتو لعقد مشاورات عاجلة، فيما شدد وزير الخارجية مارغوس تساهكنا على أن الحادث «لم يكن خطأً بل خطة مدروسة لامتحان الحلف». أما الرئيس ألار كاريس فحذر من أن الدفاع الجوي يجب أن يصبح «الدرع الأول ضد التهديد الروسي».
وبعد أن اقتربت مقاتلات روسية بشكل خطير من منشأة نفطية في بحر البلطيق، لم تتأخر بولندا في رفع حالة التأهب. ووصفت الحادث بأنه «تهديد مباشر للبنية التحتية الحيوية»، مؤكدة أن أنظمة الدفاع الجوي والرادارات دخلت حالة استنفار قصوى.
وكشفت قيادة العمليات البولندية، أن طائراتها الحربية، مدعومة بمقاتلات الحلفاء، انتشرت لتأمين الأجواء بعد ضربات روسية استهدفت مواقع قرب الحدود مع أوكرانيا. وأكدت أن «كل الخيارات مطروحة لحماية سيادة بولندا وأمنها».
وانفجرت الإدانات الأوروبية تباعاً، ووصفت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين ما حدث بأنه «استفزاز خطير»، معلنة أن الاتحاد الأوروبي سيعجّل بتشديد العقوبات على موسكو.
ودعا مانفرد فيبر، زعيم كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي، إلى إنشاء دفاع جوي أوروبي موحد، محذّراً من أن الرئيس فلاديمير بوتين «يجرّ أوروبا إلى حافة مواجهة مباشرة»، وأن الرّد يجب أن يكون «موحداً وساحقاً».
وأدى تزايد انتهاكات روسيا بشركاء «الناتو» إلى الاتجاه نحو الاعتماد على النشر قصير المدى لنظام الاستطلاع التركي «ميروبس»، يمكن تركيبه على طائرات الهليكوبتر والمسيرة وهو قادر على اكتشاف الأنظمة المعادية من خلال السحب والغبار. ومن المقرر تجهيز بولندا ورومانيا بالنظام وسيتم تنظيم التدريب على استخدامه بمساعدة أوكرانيا مطلع الأسبوع المقبل.
بدورها، رفعت أوكرانيا السقف، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن «هذه ليست مجرد حوادث متفرقة، بل حملة روسية ممنهجة ضد الناتو»، داعياً إلى «ردّ جماعي حازم يوقف التمدد الروسي عند حدّه».