4 أكاديميين تحدثوا عن تجليات الشاعرة سعاد الصباح

• خلال فعالية «الإنسان في الشعر الكويتي» على مسرح المكتبة الوطنية

نشر في 19-09-2025
آخر تحديث 18-09-2025 | 18:42
تحدث المشاركون في ندوة «الإنسان في الشعر الكويتي.. د. سعاد الصباح نموذجاً» عن تجليات التجربة الشعرية للشاعرة الكويتية القديرة.

في فعالية شعرية فكرية احتضنها مسرح مكتبة الكويت الوطنية برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، جاءت بعنوان «الإنسان في الشعر الكويتي... د. سعاد الصباح نموذجاً»، قدّمها كل من د. بسام قطوس، د. إيهاب النجدي، د. أنوار السعد، د. تماضر العطروز، وأدار الحوار مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع الشاعر علي المسعودي. وقد شهدت الأمسية حضور الأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس الوطني عائشة المحمود، والشيخة فضيلة محمد العبدالله، ممثلةً عن الشيخة د. سعاد الصباح، إضافة إلى جمهور من المثقفين والمهتمين.

حضور الإنسان

جاءت الندوة في 4 محاور نقدية متكاملة، استعرض خلالها المشاركون تجليّات التجربة الشعرية لسعاد الصباح، كل من زاويته الخاصة، ففي المحور الأول قدّم د. النجدي ورقة بحثية بعنوان «الدراما والإنسان... ملامح من شعر سعاد الصباح»، حيث ناقش حضور الإنسان وكيفية تجسّده في مدونة سعاد الصباح الشعرية، حيث الإنسان والإنسانية عندها روح جامحة إلى المطلق، والسمو، وتغليب للجانب الروحي انطلاقا من التزامها وشعورها بالمسؤولية وبرسالتها الإنسانية.

ومن مقتطفات ورقة د. النجدي «تميّز شعر د. سعاد الصباح بعناصر فنية وجمالية عديدة، سواء على مستوى البناء اللغوي، أو على مستوى التشكيل التصويري، لكن عناصر درامية فاعلة كانت حاضرة أيضًا، بوصفها خيطًا متداخلا في نسيج التجربة الشعرية، ويُسهم في تحقيق البراعة في التعبير عن الدلالات الوجدانية».

المسعودي: طول التجربة وثراء المعرفة التي قدّمتها سعاد الصباح سمح للباحثين أن يطرقوا بوابات مختلفة ومتعددة

أمّا في المحور الثاني، فقد تحدث د. قطوس قائلا «سعاد الصباح علامة من علامات الأنتليجنسيا الثقافية في العالم العربي، حضرت في مدونتها الشعرية على 3 أقانيم: الحرية والحب والإنسان، وكانت الإنسانية هي الأبرز في شعريتها، فإذا بنت الخليج تؤسطر ذاتها، وتستشعر غربة الإنسان من حولها، فانجدلت رؤيتها مع رؤية المعلم الأول الشيخ عبدالله المبارك، الذي قال لها ذات مشورة: (مهمتنا في الحياة زراعة الفرح، ومناصرة الحق، وإنصاف المواهب وتكريم العطاء)، وانطلاقا من رسالتها الإنسانية كان الإنسان عندها روحا جامحة إلى المطلق، وسموا وتغليبا للجانب الروحي».

وفي المحور الثالث، قدّمت د. العطروز ورقة بحثية بعنوان «الإيقاع وأبعاده الدلالية في الانسجام السياقي الافتراضي في شعر د. سعاد الصباح»، وتناولت العطروز الإيقاع في شعر د. الصباح، وكيف ساهم بانسجام النصوص في سياقاتها المتعددة المختلفة، ومثّل جزءا مهما في انسجام وترابط بنية القصيدة عندها، وكيف استطاعت عبر الإيقاع وحده إيصال انفعالاتها ومشاعرها وإنتاج أبعاد دلالية للنصوص.

ومن مقتطفات بحثها: «تمثّل سعاد الصباح في المشهد الشعري العربي صوتا نسائيا فارقا، تجاوز حدود التقليد ليؤسس لجمالية خاصة تستمد قوتها من المضمون الجريء والشكل المبتكر، ويُعد ديوانها (في البدء كانت الأنثى)، قيد الدراسة، ليس مجرد مجموعة شعرية، بل هو بيان أدبي وفلسفي يعلن تمرّد المرأة على القيود المفروضة، ويعلي من شأن ذاتها ووعيها. وفيه يتجاوز مفهوم الإيقاع كونه مجرّد خاصية صوتية أو عروضية ليغدو بنية شاملة تسهم في إحكام نسيج النص، وخلق أثر نفسي عميق لدى المتلقي».

دواوين عدة

أما في المحور الرابع، فقدّمت د. السعد ورقة بحثية بعنوان «الأنا والآخر في شعر د. سعاد الصباح»، حيث أجابت عن أسئلة مثل: ما هو الوطن في شعر سعاد الصباح؟ وكيف كانت أنسنة الوطن خلال كونه «الآخر/ الرجل»، الذي ترى من خلاله الحياة؟ وما هي مواصفات المرأة في شعرها؟

ومن مقتطفات بحثها «تحدد الشاعرة سعاد الصباح ذاتها وعالمها وسمات شخصيتها من خلال ذلك الآخر الذي تراه تارة الرجل الذي أكمل نصف حياتها، أو الأم التي احتوتها بطيبها وحنانها، أو الوطن الذي سكن فيها وأشعرها بإنسانيتها، نجد ذلك من خلال قصائدها الممتدة في دواوين عدة»، ومن ثم استعرضت د. السعد نماذج من قصائد الصباح للحضور.

طول التجربة

وعلى هامش الفعالية، تحدّث المسعودي فقال: كانت ندوتنا بعنوان «الإنسان في الشعر الكويتي... د. سعاد الصباح نموذجا»، احتضنتها المكتبة الوطنية برعاية كريمة من المجلس الوطني للثقافة، وبحضور الشيخة فضيلة محمد العبدالله، ممثلة عن والدتها الشيخة د. سعاد الصباح، وأيضا بحضور عائشة المحمود ممثلة عن المجلس الوطني وتحدّث فيها مجموعة من الأكاديميين».

وتابع المسعودي: «ولفت النظر أن طول التجربة وثراء المعرفة التي قدّمتها د. سعاد الصباح سمح للباحثين أن يطرقوا بوابات مختلفة ومتعددة لم تتقاطع الأفكار كانت هناك مباحث مميزة من خلال الحديث عن المرأة، وحقوق المرأة، وهذا ملمح مهم في تجربة سعاد الصباح الشعرية، وأيضا الابن وعلاقة الشاعرة بابنها من خلال رثائيتاها في ديوان «إليك يا ولدي»، هذا أيضا كان بوابة من بوابات البحوث، وثم علاقة المرأة بالزوج، وهذا المبحث تحدثت فيه د. أنوار السعد من خلال ديوان «الورود تعرف الغضب»، ثم كانت د. العطروز قد تحدثت عن الإنسانية في إنسان سعاد الصباح الشعري، والحقيقة أبدعت، فالحوار كان مميزا من عدد المثقفين والأدباء والمفكرين».

وفي الختام، شكر المسعودي المجلس الوطني للثقافة، مبينا أن دار سعاد الصباح ستواصل العمل الثقافي والنشاط الذي يسعى إلى النهوض بالعمل الفكري.

back to top