الصدر يدعو الحكومة إلى الحوار مع تركيا لإنقاذ العراق من العطش
دعا زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، اليوم، الجهات المعنية في العراق إلى فتح باب الحوار مع تركيا، بهدف زيادة الإطلاقات المائية مع بدء نفاد مخزون المياه في البلاد.
وكتب الصدر، في منشور على منصة إكس، أنه «من الواضح أن أزمة المياه العالمية قد وصلت إلى العراق، وقد دقت ناقوس الخطر، ولاسيما مع بدء نفاد المخزون المائي في البلاد، فضلا عن شحة مياه الأمطار، والأنهار، وانحسارها».
وشدد على أهمية أن تسرع الجهات المتخصصة باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص، داعيا الى فتح الحوار مع الجارة تركيا، وزيادة الحصص المائية بعد الإجراءات الداخلية لحفظ المياه، مثل تشييد السدود في المناطق المناسبة، وبناء مخازن المياه.
ومن ضمن الإجراءات التي دعا إليها الصدر أيضا في منشوره، معاقبة المسرفين باستعمال المياه، وتحلية المياه من جهة أخرى، ولاسيما ما كان للشرب، والاعتماد على الآبار في سقي المحاصيل الزراعية، وما شاكل ذلك.
كما لفت زعيم التيار الوطني الشيعي إلى «أن أي تأخير (في اتخاذ تلك الإجراءات)، فستكون الأضرار الصحية والزراعية وغيرها الناتجة منه على مسؤولية المختصين، وسيتضرر الشعب العراقي المظلوم من أزمة المياه بعد أزمة الكهرباء».
وختاما، حذّر الصدر من الصراعات الإقليمية «التي قد تلقي بظلالها على العراق أيضاً، ولات حين مندم».
وكان الزعيم الشيعي قد دعا في مطلع سبتمبر الجاري إلى إنقاذ مياه العراق من التلوث، وإبعاد هذا الملف عن المهاترات والتسقيط السياسي، خاصة عقب انخفاض المناسيب إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن المنصرم.
من جهته، حذّر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، محسن هدود، أمس، من انهيار شبه تام في القطاع الزراعي بالمحافظة، نتيجة لتفاقم أزمة المياه، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة من الأرياف إلى مراكز المدن، وبيع الأراضي والمواشي بأسعار زهيدة.
وتواجه قرى ناحية الشوملي، جنوبي محافظة بابل، أزمة خانقة بسبب شح المياه المستمر منذ عام 2020، مما دفع العشرات من العائلات إلى الهجرة من مناطقها، بعد أن جفت الجداول وتراجعت مناسيب شط الحلة إلى مستويات غير مسبوقة.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد أكدت في شهر يوليو الماضي أن قلة الإطلاقات من دول المنبع وتأثير التغيّر المناخي، أديا إلى انخفاض الخزين المائي بشكل كبير، مشيرة إلى أن العام الحالي هو من أكثر السنوات جفافاً منذ عام 1933.
وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق، بسبب قلّة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية، نتيجة التغيّر المناخي، والسبب الثاني يعود إلى تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهرَي دجلة والفرات، جراء سياسات مائية لإيران وتركيا، أبرزها بناء السدود على المنابع وتحويل مساراتها، مما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.