غزة بين الإبادة والاستسلام!
«غزة تحترق الآن» آخر تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي الذي يصادف أيضاً قرار إدانة إسرائيل بجريمة «جنوسايد» (الإبادة الجماعية) في غزة من قبل اللجنة المكلفة بالتحقيق في الأمم المتحدة، إدانة قاطعة من قبل المجتمع الدولي – عدا الولايات المتحدة- لكن ماذا يمكن عمله بعدُ ربما يمكن أن يخفف من وطأة الإبادة والتهجير لأهل غزة المنكوبين؟
غير التصريحات البلاغية ترافقها صور متألقة للقادة العرب والمسلمين لا تستطيع دولنا العربية الإسلامية أن تفعل شيئاً، فكل بيضها في السلة الأميركية الغربية، هذا قدرهم وقدرنا مع عدو متفوق علمياً عنا بأجيال تسانده أكبر قوة في العالم... إذاً ما العمل؟
ما هو الرأي عند كاتب مثل حازم الأمين حين عنون مقاله في موقع درج بعبارة «لابد من رفع الراية البيضاء في غزة»، ويستطرد ليقول «... المعادلة واضحة... إسرائيل ترغب في مواصلة القتال، حماس في وضع ميداني صعب، لا بل مستحيل، مهمة الجيش إحداث تغيير ديموغرافي يتمثل في أحسن الأحوال في نقل السكان إلى الجنوب، وفي أسوئها دفع أكثر من نصفهم إلى خارج القطاع... هذا بعد دفع الثمن الإنساني لهذه المهمة الإبادية... وإذا أعلنت حماس موافقتها على الانسحاب من قطاع غزة وعلى صفقة تبادل الأسرى... فهل يوقف ذلك المهمة الإسرائيلية؟ الأرجح أنه لن يوقفها، لكنه سيجعلها أصعب...».
يضيف حازم «... لم يبق أمامنا سوى أن نطمح إلى غزة محتلة وغير مبادة. غزة محتلة تعيدنا إلى نقطة مواجهة مختلفة. معادلة السكان في مواجهة الاحتلال...».
هل حازم الأمين كان استسلامياً انهزامياً في مقاله أم كان واقعياً مدركاً للواقع السياسي العربي والفلسطيني، ويدرك أنه في عالم السياسة النتائج هي ما يعول عليه، ولم يكن قادة حماس العسكريون الذين قاموا بعملية 7 أكتوبر 2023 يدركون ما نشاهده اليوم حين يدفع ثمنه الأبرياء والأطفال من أهل غزة؟ يمكن فهم الأسباب التي قادت لتلك العملية، ولكن يستحيل قبولها تحت أي عذر.