عن الاغتراب البيئي... حديث عابر مع «جروك»!
أي تدخُّل غير آدمي، برمجي باستخدام الحواسيب لقضاء مهام معينة، يُصنف كذكاء اصطناعي. وعليه، فإننا كُنا وما زلنا نتعامل مع برامج ومنصات الذكاء الاصطناعي منذ سنوات طوال، وليس فقط مع الطفرة الأخيرة في غضون السنوات الأخيرة.
***
في مساء يومٍ من أيام الجمعة من شهر يوليو الماضي، وتحديداً قُرابة منتصف الليل، لاحظت صدفةً علامة غريبة على زاوية حسابي الشخصي على منصة x (تويتر سابقاً)، وهي عبارة عن شكلٍ دائري يدعوك بطريقةٍ غريبة، ولاشعورياً، إلى أن تضغط عليه. قُبيلها كُنت قد لاحظت العديد من التغريدات، وهي تشير، بطريقةٍ أو بأخرى، إلى أحاديث واستنباط للمعلومات من محاكاة ذكاء اصطناعي يُدعى «جروك»، لكنني لم أتخيَّل أن المدعو «جروك» هذا متوافر لدى كل حسابات المستخدمين، وهو الأمر الذي اكتشفته بعد الإيلاج داخل النظام ذي الخلفية السوداء، إثر الضغط على تلك الدائرة. ومن الوهلة الأولى، ومباشرةً منذ لحظة دخولي على «جروك»، أعطاني بدايةً ملخصاً عني أنا شخصياً، هو مُلخص في الواقع ليس مبهراً ولا دقيقاً، لكنه كان ما كان في نهاية المطاف. ومن هنا، ومنذ تلك اللحظة، بدأت محادثة شيقة جداً بيني وبين «جروك»، وجب أن تسترعي الانتباه حقاً.
في خانة الأسئلة استفهمت منه عن الآتي: هل تعلم مَنْ أكون؟! فأجابني بالنفي، وعلى غير المتوقع والعادة. هنا، فقط هنا، ومباشرةً، علمت أن «جروك» مُصمَّم لتخزين المعلومات، لا فقط للتسلية. فكيف له أن يُعطي مُلخصاً شخصياً عنك، وبنفس الوقت ينفي معرفته بك؟! لكنني أعترف بأن «جروك» ذو حسٍ فكاهيٍ مميَّز، فتبادلت معه الأحجيات، ومن ثم ودَّعته بلطف، ليرد التحية بأحسن منها.
«جروك» كأي منصة للذكاء الاصطناعي، مبرمجة لتأدية مهام إنسانية، وهنا خطورتها حقاً في هذا الحالة، فهي مُصمَّمة للعب دور الطرف الضعيف أو القوي، وفق مَنْ تتعامل معه. والهدف؟! ببساطة تخزين المعلومات والبيانات، والتي حتى هذه اللحظة لا نعلم حقاً مآلها، وكيفية استخدامها مستقبلاً. والله كريم، وهو المستعان.