أبو خزيم يحوّل الخضراوات إلى طيور وحيوانات من خشب

نشر في 16-09-2025
آخر تحديث 15-09-2025 | 18:59
أيمن أبوخزيم
أيمن أبوخزيم

بجمال إبداعي متفرد وبلسان الخشب الذي يهمس بحكايات الأزمنة الغابرة، يستقبل «غاليري مصر» للفنون التشكيلية موسمه الفني الجديد بمعرض «بارايدوليا»، للفنان أيمن أبوخزيم الذي لا يكتفي بتقديم منحوتات تشبه أي شيء من قبل، بل يحلق بالمتلقي في فضاء غامض حيث تلتقي الحقيقة مع الوهم، وتبرز الأشكال من أعماق المادة كأنها تخرج من حالة سُبات عميق.

افتتح معرض «بارايدوليا» (14 الجاري)، بحضور نخبة من شخصيات المجتمع الفني والثقافي في مصر، ليشهدوا لحظة ولادة عالم جديد ينحته أبوخزيم على حافة الإدراك. هنا، لا مكان للملامح البشرية المكتملة أو الهيئات المألوفة، بل هي رحلة استثنائية إلى حيث لا تعود العين متأكدة مما تراه، أهو الشكل الحقيقي أم هو وهم الذاكرة والخيال؟!


من أعمال أبوخزيم النحتية من أعمال أبوخزيم النحتية

الخشب بين يدي أيمن أبوخزيم ليس مجرد خامة صماء، بل هو كائن حي تنبض فيه الحياة، حيث تتوالد الصور في أعماقه كأنها تخرج من رحم المادة نفسها، متحوّلة مع الزمن إلى سطوح تستدعي المشاركة الفعالة من المتلقي، فتخاطب خياله الشخصي وتداعب ذاكرته البعيدة، إنها لعبة بارعة بين الوجود والعدم، بين ما يُرى وما يُحس.

يقول أبوخزيم إن تجربته تعبر عن وحدة متناغمة بين الطبيعة والإنسانية والأساطير، مقدما منظورا فريدا حول التكامل الجمالي والتلاحم بين مختلف أشكال الحياة، لافتا إلى أن منحوتاته تبرز عناصر الخضراوات والفاكهة بشكل حيوي، متحوّلة إلى كائنات متكاملة بأربعة أرجل وعيون وفم، أو وجوه إنسانية بأطراف ورؤوس تشبه طائر الهدهد، وهي ليست مجرد أشكال فنية، بل عوالم تعيد تشكيل واقعنا اليومي وفهمنا للارتباط اللامتناهي بين الإنسان والطبيعة.


من أعمال أبوخزيم النحتية من أعمال أبوخزيم النحتية

وتستحضر هذه الأعمال فلسفة الطائر والحيوان في الثقافة المصرية القديمة، لكن بطريقة معاصرة تجعلها تحكي قصة مستمرة عن التناغم والجمال، من منطلق رؤية فنية تحمل في طياتها حكاية التكامل الجميل بين الأكوان، حيث يتلاحم النبات مع جوانب الإنسان والأسطورة في مشهد يروي قصة الحياة نفسها. هكذا يقدم أبوخزيم فنه الذي يستحق الوقوف أمامه طويلا، ليس للتأمل فحسب، بل للاستماع أيضا إلى همسات الخشب والحكايات التي لا تنتهي.

والبارايدوليا «Pareidolia» هي ميل العقل البشري الفطري لرؤية أنماط وأشكال مألوفة، مثل الوجوه والحيوانات في الأشياء العشوائية أو غير المحددة، وقد نصادف ذلك يوميا عندما نرى وجوها في السحب أو عيونا في مصابيح السيارات الأمامية.

وُلِد الفنان أيمن أبوخزيم في القاهرة عام 1984، وهو مدرس بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية في جامعة القاهرة. وفي عام 2019 نال درجة الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية من الكلية ذاتها.

back to top