ترقُّب لقرارات حاسمة بقمّة الدوحة... والعراق يدعو لتشكيل الحلف الإسلامي

• 50 وزيراً ومسؤولاً رفعوا قرار مواجهة عدوان الاحتلال للزعماء العرب والمسلمين
• روبيو يؤكد دعم إسرائيل رغم الخلاف بشأن ضربة قطر... ونتنياهو يجدد تهديداته

نشر في 15-09-2025
آخر تحديث 14-09-2025 | 20:05
نزوح واسع إلى جنوب غزة  أمس (أ ف ب)
نزوح واسع إلى جنوب غزة أمس (أ ف ب)

رفع نحو 50 وزيراً ومسؤولاً يمثلون جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، عقب اجتماع تمهيدي عُقد في الدوحة أمس، مشروع البيان الختامي للقمة العربية ـ الإسلامية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطر، التي تُعقد اليوم على مستوى القادة، وسط ترقّب لخطوات حاسمة باتجاه مسار ردّ جماعي على الهجوم غير المسبوق الذي وقع الثلاثاء الماضي، وأدى إلى مقتل 5 من كوادر «حماس» وعنصر أمن قطري.

واستعرض رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد عبدالرحمن، في كلمة افتتاحية للاجتماع التمهيدي حيثيات العدوان الإسرائيلي.

وعقب ذلك ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، كلمتيهما في الجلسة الافتتاحية، قبل أن يبدأ وزراء الخارجية في مناقشة البيان الختامي للقمة، التي يُتوقع أن تشهد مشاركة واسعة من قبل قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية.

وأفادت المعلومات بأنه سيتم طرح عدة مسارات محتملة لقرارات القمة التي يرجّح أنها ستقتصر على تأكيد وحدة الصف، وضرورة تجاوز الخلافات العربية والإسلامية في مواجهة الأخطار المشتركة.

اختبار وحسم

ووسط تساؤلات بشأن قدرة النظام العربي ـ الإسلامي على اتخاذ خطوات مادية للرد على التهديدات الأمنية والسياسية المتعاظمة، وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب، كشف المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، أن الاجتماع التمهيدي وضع اللمسات الأخيرة على مشروع البيان الختامي، متوقعاً أن يتضمن «إدانة واضحة لهذا الاعتداء، وربطاً مباشراً بينه وبين السلوك الإسرائيلي المنفلت الذي تجلّى في حرب الإبادة بغزة واعتداءات متكررة على سيادة دول المنطقة».

وقال إن البيان سيحمل مطالبة للمجتمع الدولي بـ «تحمُّل مسؤولياته في حماية القانون الدولي الذي يُنتهك جهاراً، والاضطلاع بدوره في ضمان أمن المنطقة الذي يتعرّض لخطر كبير بفعل الممارسات العدوانية لقادة الاحتلال»، محذّراً من استمرار منطق «شريعة الغاب» الذي تحاول إسرائيل فرضه.

وشدد على أن القمة ستبعث برسالة قوية بضرورة وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب التي شجّعت إسرائيل على التمادي في ارتكاب الجرائم، لافتاً إلى أن «صمت المجتمع الدولي على حرب الإبادة في غزة شجّع قادة الاحتلال على تجاوز خطوط حمر جديدة، بينها استهداف قطر، مما يحتم محاسبة حقيقية لجرائم الاحتلال».

واعتبر أن أهمية القمة تكمن في أنها «تؤكد أن قطر ليست وحدها، بل إن العالمين العربي والإسلامي يلتفّان حولها ويدعمانها في أي إجراءات تتخذها لحماية سيادتها»، مشيراً إلى أن مستوى التضامن بدا واضحا منذ اللحظة الأولى للهجوم، وسيتجلى أكثر في حجم ونوعية المشاركة بالقمة.

واختتم رشدي تصريحاته بالتحذير من «انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى بسبب العربدة الإسرائيلية»، مشدداً على أن وقف حرب الإبادة المستمرة في غزة، واحترام القانون الدولي، يمثّلان شرطاً أساسياً لحماية الأمن الإقليمي والدولي.

حلف وتطلُّع

وفي ظل تقارير متطابقة عن احتمال أن تشهد هذه القمة إعلان تفعيل «الناتو العربي»، الذي اقترحته مصر قبل نحو 10 أعوام، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تشكيل «حلف إسلامي عسكري» لمواجهة خطر إسرائيل.

وقال السوداني في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، إن «العدوان الإسرائيلي على قطر حدث صادم وخرق لكل القوانين والأعراف الدولية»، معتبراً أن «العدوان الإسرائيلي تجاوز على دولة شقيقة وتهديد لأمن كل دول المنطقة، ويؤكد النهج العدواني للحكومة الإسرائيلية الإجرامية».

وغداة تسريبات عن تلقّي حكومة بغداد تحذيرات استخباراتية من احتمال شن إسرائيل عدواناً عليها، رأى رئيس الوزراء العراقي أنه «لا يوجد ما يمنع أن يكون للدول الإسلامية تحالف في شكل قوة أمنية مشتركة للدفاع». وأكد أن «لدى الدول العربية والإسلامية الكثير من الأوراق التي يمكن استثمارها للوقوف أمام العدوان الإسرائيلي الذي لن يتوقف عند قطر».

واعتبر السوداني أن «الحكومة الإسرائيلية استخفّت بكل شيء، وما يحصل في غزة طوال أكثر من عامين قتل ممنهج».

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن «الرسالة والهدف من المشاركة في قمة الدوحة واضحة وثابتة، ممثلة في أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمننا القومي العربي والإسلامي، ونحن جميعاً نقف صفاً واحداً في مواجهة هذه الاعتداءات.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يمثّل مؤشراً خطيراً يسعى لضرب الأمن العربي والإسلامي المشترك وزعزعة استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن «الرد العربي والإسلامي الموحد ضرورة لحماية أمننا الجماعي».

وطالب عباس باتخاذ خطوات دبلوماسية وإجراءات رادعة عاجلة وحازمة تجاه إسرائيل، إضافة إلى محاسبتها على انتهاكاتها المستمرة بحق قطر وفلسطين ودول عربية أخرى.

تحرُّك أميركي

في هذه الأثناء، جدد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، دعم بلده لإسرائيل «رغم الخلاف بشأن هجوم الدوحة»، التي وصل إليها أمس، ضمن جولة تقوده إلى المملكة المتحدة.

وقال روبيو، في مستهل زيارة بدأها أمس للدولة العبرية، للمشاركة بمراسم احتفال بحدث استيطاني في الضفة الغربية المحتلة: «الرئيس دونالد ترامب لم يكن سعيداً بالهجوم الإسرائيلي على قطر»، مشيراً إلى أنه «سيناقش في إسرائيل الآثار الناجمة عن الهجوم الذي شنّته على قادة حماس في الدوحة».

وأضاف: «الدوحة مفيدة لنا على عدة جبهات»، موضحاً أن زيارته إلى إسرائيل تستهدف التعرّف على خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي تصريحات منفصلة، شدد روبيو على أن ترامب يريد صفقة شاملة لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بغزة ووقف الحرب.

وجاء وصول روبيو إلى تل أبيب غداة استقبال ترامب لرئيس الوزراء القطري في نيويورك، لبحث تداعيات القصف الإسرائيلي للدوحة.

موجة نزوح من غزة مع تكثيف الاحتلال قصف المدينة

تهديد جديد

وقبل لقاء الوزير الأميركي، أطلق نتنياهو مزيداً من تصريحاته العدوانية بشأن الدوحة، إذ شدد على أن القضاء على قادة «حماس» المقيمين في قطر سيزيل العقبة الرئيسية أمام إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني المدمر، حيث كثّف جيش الاحتلال قصفه لمدينة غزة ودمّر برج الكوثر، وسط موجة نزوح كبيرة لسكانها.

وفي منشور على منصة «إكس» قال نتنياهو: «قادة حماس الإرهابيون المقيمون في قطر لا يكترثون لشعب غزة، لقد عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية».

واتهم نتنياهو قادة «حماس» بتعطيل الجهود التي كانت تتوسط بها قطر ومصر بمشاركة الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في القطاع مراراً.

وتعقيباً على كلام نتنياهو، اعتبر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة أن رئيس الوزراء «يمثّل عقبة» أمام إنهاء الحرب وإطلاق سراح أقربائهم، قائلاً إنه «في كل مرة يقترب فيها التوصل إلى صفقة، يقوم نتنياهو بتخريبها».

back to top