لنجعل السيارات جميلة مجدداً
هل سئمت سيارات الـSUV والكروس أوفر التي تكاد تبدو نسخاً متطابقة؟ من هوندا CR-V إلى فورد إسكيب، بل حتى BMW XM الباهظة، يخيّل إليك أن التصميم واحد. السبب ليس الكسل الإبداعي بل قواعد وضعت قبل نصف قرن: معايير «متوسط كفاءة استهلاك الوقود» (CAFE) التي جاءت عقب أزمة النفط عام 1975.
تلك القواعد صُممت لدفع الشركات نحو تحسين كفاءة المحركات، لكنها منحت استثناءات واسعة لفئة «المركبات غير المخصصة للركاب» مثل الشاحنات والحافلات وسيارات الطرق الوعرة. للحصول على هذا الاستثناء يكفي أن تمتلك السيارة ذات الدفع الرباعي، أو وزناً يزيد على 6.000 رطل، أو زاوية اقتراب تتجاوز 28 درجة. وهكذا اندفعت الشركات إلى تصميم سيارات كروس أوفر متشابهة لا تُستخدم خارج الطرق أصلاً.
أما السيارات العادية فقيود تصميمها جاءت من قوانين السلامة: ارتفاع المصدات، ومناطق امتصاص الصدمات، والمسافة بين غطاء المحرك والمحرك لحماية المشاة، ومتطلبات دولية جديدة لاختبارات الاصطدام حتى سرعة 40 كم/ ساعة. هذه الشروط كبّلت المصممين، رغم أن التكنولوجيا الحديثة تجعل كثيراً منها غير ضروري. فمنذ أن طرحت فولفو عام 2013 نظام كشف المشاة مع المكابح التلقائية، باتت الكاميرات وأجهزة الاستشعار قادرة على تجنّب الاصطدام بكفاءة، وأصبحت إلزامية جزئياً منذ 2018. بحلول 2029 سيصبح الكبح التلقائي أمامياً وخلفياً إلزامياً، مما يعني أن الشكل الخارجي يمكن أن يتحرر من قيود الماضي.
حتى السيارات الكهربائية مازالت تتظاهر بوجود محرك أمامي تقليدي، وتخصص حيّزاً لما يسمى «الفرَنك» (صندوق أمامي)، بينما بالإمكان توزيع المحركات على العجلات والتخلي عن هذه البنية كلياً، كما تفعل شاحنات أمازون الكهربائية ذات الواجهة العمودية.
لكن كل ذلك قد يتغير بعد خطوة مهمة في يوليو الماضي: ضمن ما سُمّي «قانون الفاتورة الجميلة الكبرى»، أُلغي عملياً نظام CAFE حين رُفعت العقوبات عن الشركات التي تتجاوز الحدود. الخبر لم يثر ضجة لأنه جاء بصياغة بيروقراطية في القسم 40006، لكنه قد يفتح الباب لعصر جديد من التصميم الحر.
الآن، لم تعد واشنطن تفرض على المصممين أن يتشابهوا من أجل استرضاء معايير قديمة. مستقبل التصميم ستحدده «أسعار الطاقة وقوى السوق»، لا جداول العقوبات الفدرالية. ومع أن أحداً لا يطالب بعودة زعانف الخمسينيات أو غرابة التسعينيات، فإن الفرصة مواتية لإطلاق العنان للخيال وإبداع سيارات أكثر تنوعاً وجمالاً، والأهم: التخلي عن «الفرَنك» الذي لا داعي له.
* آندي كيسلر