في لحظة فارقة تستوجب توحيد الصفوف وكسر دائرة الصمت الدولي، تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة أعمال القمة العربية - الإسلامية الطارئة الهادفة لاتخاذ موقف حاسم وموحّد ضد إسرائيل يضع حداً لانفلاتها، ويرسم استراتيجية جماعية تؤسس لحراك سياسي ودبلوماسي واسع النطاق يردع أي عدوان على دول المنطقة ويعيد الاعتبار لمركزية القضية الفلسطينية.

وعشية التئام القمة بمشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن، خلال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية أمس، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف التمادي الإسرائيلي.

Ad

وقال بن عبدالرحمن، في الاجتماع الذي مثّل الكويت به وزير خارجيتها عبدالله اليحيا، إن «تمادي إسرائيل بانتهاك القانون الدولي تجلى في الهجوم الهمجي على الدوحة»، والذي فشل فيه الاحتلال الثلاثاء الماضي في اغتيال قيادات «حماس» وتسبب بمقتل 5 بينهم عنصر أمن قطري، مضيفاً أنه «لا يمكن توصيف الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة إلا كإرهاب دولة».

وقبل تحول الاجتماع الوزاري إلى مباحثات مغلقة لمناقشة مشروع قرار سيتم رفعه إلى قمة القادة اليوم بشأن إجراءات موحدة للردّ على إسرائيل، أشار بن عبدالرحمن إلى أن «العدوان الإسرائيلي المتهور والغادر ارتكب أثناء استضافة قطر مفاوضات بشأن غزة»، معتبراً أن «الهجوم ليس اعتداء على موقع بل على مبدأ الوساطة بحد ذاته».

ورأى أن «ما يشجع إسرائيل على الاستمرار بنهجها هو عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها»، لافتاً إلى أن «عدوان إسرائيل لن يؤدي إلا لإجهاض مسار التفاوض».

وشدد على أن «الاعتداء على سيادة قطر خرق صريح للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية والأخلاقية»، معتبراً أنه «يجب عدم السكوت والتهاون أمام هذا العدوان البربري».

وأكد أنه «حان الوقت لتوقف المجتمع الدولي عن الكيل بمعايير مزدوجة»، محذراً من أن «المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».

وثمن بن عبدالرحمن الإجماع الدولي في مجلس الأمن على إدانة إسرائيل ودعم قطر، مشدداً على أن «ممارسات إسرائيل لن تثنينا عن مواصلة جهودنا مع مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب» في غزة.

من جهته، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن «​العدوان الإسرائيلي​ على قطر جمع بين الجبن والغدر والحماقة».

وقال أبوالغيط إن «التخاذل والصمت الدولي المشين على جرائم الاحتلال يشجعانه على مزيد من الجرائم»، مضيفاً أنه «علينا جميعا التركيز على وقف الآلة الإجرامية الإسرائيلية عن الحرب المشينة»، في وقت أكد أن هناك تضامناً عربياً وإسلامياً كبيراً مع قطر تقديراً لدورها بجهود إنهاء حرب غزة.

في موازاة ذلك، عبّر الأمين العام لمنظمة «التعاون الإسلامي» حسين طه عن «​التضامن مع قطر بعد الانتهاك الإسرائيلي الإجرامي»، مؤكداً ضرورة «اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل بسبب عدوانها على الدوحة».

ووسط ترقب لقرارات القمة ضد الهجوم غير المسبوق على دولة خليجية، دعا رئيس الوزراء العراقي محمد الشياع السوداني إلى تشكيل تحالف إسلامي دفاعي ضد الاحتلال، في وقت ترددت تقارير عن إحياء مصر دعوتها لإنشاء «ناتو عربي» عسكري.

وجاء ذلك في وقت جدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديداته بـ«التخلص من قادة حماس» في قطر، قبل أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك روبيو ويقوم معه بزيارة إلى «حائط البراق» بالقدس الشرقية المحتلة، مؤكداً أن العلاقة بين إسرائيل وأميركا «لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه الآن».