الصهيونية و29.1 مليوناً سبب لإقصاء «حماس» خليجياً
مَن منّا لا يتذكر مونيكا لوينسكي، تلك الشابة، الجذابة نوعاً ما، المتدربة بالبيت الأبيض التي لمست شغاف قلب الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بعلاقة غرامية؟
وقد تتبعنا الأحداث آنذاك لنصل إلى ما هو أكثر أهمية وما قيل عن زرعها بالبيت الأبيض من جانب «الموساد» الإسرائيلي، لكونها يهودية الأصل من الأم والأب! ليس هذا فحسب، بل حتى مَن حاك التحقيق الصحافي للفضيحة ميشيل إسكوف كان يهودياً أيضاً!
كل هذا جعلنا نستوعب آنذاك لماذا اختير توقيت ظهور ملامح الفضيحة قبل يومين من لقاء الرئيس كلينتون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 19 يناير 1998، ولِمَ فجّرت الفضيحة بالصحافة قبل يومين من لقاء كلينتون بياسر عرفات بواشنطن في 23 يناير.
وما زلنا نتذكر صائب عريقات، المرافق لعرفات، كيف وصف حالة كلينتون معهم في الاجتماع والقلق ينتابه وظاهر على وجهه، لهجوم الصحافة عليه! كما أفاد تصريح لعائلة كلينتون، بعد ذلك بسنوات، كيف ابتزته إسرائيل بمكالمات مسجّلة له مع مونيكا لتوجيه المحادثات لمصلحتها، وكل ذلك لأن كلينتون طالب نتنياهو بالانسحاب من الضفة الغربية والإفراج عن الأسرى طبقاً لاتفاق السلام الذي لا يريد نتنياهو تطبيقه، وهو ما أكده عرفات بتصريحه للصحافيين عقب اجتماعه بالرئيس.
ما ذكرناه جزء مما نحتفظ به من كتب وتحقيقات وتصريحات صحافية وتقارير إخبارية لأحداث سياسية عصفت بالتاريخ، وقد فتحنا ملف «فضيحة مونيكا» بمجرد قصف الشقيقة قطر الأسبوع الماضي، بسبب تطابق الأحداث التي تتعلق بسيطرة اللوبي الصهيوني على البيت الأبيض، والأكثر مصادفة ودهشة وجود نفس الرأس المدبر في الحالتين، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم مرور سبعة وعشرين عاماً بينهما، فالرئيس ترامب بالفترتين الرئاسيتين، الأولى والحالية، يواجه ضغوط اللوبي الصهيوني، بينما تقترن ابنته باليهودي الأصل كوشنر، مدبر السياسة الأميركية لمصلحة إسرائيل، وكان له دور رئيسي في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وحق إسرائيل في هضبة الجولان السورية.
الواضح أن نتنياهو إمّا أنه لا يحترم الرئيس ترامب للحد الذي يعطيه وعوداً، فيقوم ترامب على أثرها بالتصريح بأنه سيحقق السلام بين «حماس» وإسرائيل، ثم يخلف نتنياهو وعوده، أو أنه يستخدمه بالاتفاق معه ليدمّر خصومه، كما حدث في لبنان مع «حزب الله»، وفي اليمن مع الحوثيين، وفي قطر مع «حماس»، حيث اجتمع وفد «حماس» لمناقشة العرض الأميركي لوقف إطلاق النار، وكأنه الطُّعم لجعلهم في مكان واحد، فباغتهم القصف الإسرائيلي للقضاء عليهم، لكنه باء بالفشل.
والآن لنضع كل شيء جانباً ونفكر في مصلحتنا كدول خليج دعمت القضية الفلسطينية منذ نشأتها، والكويت أكثرها، فالخليج دفع المليارات والدم، وأضرحة جنودنا ما زالت ترقد في مصر بعد حروب العدو الصهيوني، لكن لن نقبل أن تصدّر لنا «حماس» الحرب لعقر دارنا بالخليج، بعد إجهاضها للمبادرة السعودية لحلّ الدولتين، ولجوئها لإيران التي قدّمتها فريسة لإسرائيل في انتحار 7 أكتوبر.
إن ما حدث في قطر بسبب «حماس» يشكّل خطراً على دول الخليج، وقد يتكرر، فحكومات أميركا وأوروبا وحق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن جميعها رهينة بيد الصهيونية المهيمنة على قرار الحرب الآن.
فلهذا السبب ولأجل أمن 29.1 مليون مواطن خليجي تقريباً في دول مجلس التعاون وأمن بلدانهم، علينا عدم السماح لحركة الإخوان (حماس) بالتواجد بيننا، لتكون هدفاً للقصف الإسرائيلي في دول الخليج، أي يجب إقصاؤهم خليجياً.
***
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.