«شمس» الألبان «الذكية» تشرق نزاهة

نشر في 14-09-2025
آخر تحديث 13-09-2025 | 20:20
الوزيرة الافتراضية التي تحمل اسم «دييلا» وفي الاطار السفير الألباني إلير هوسا
الوزيرة الافتراضية التي تحمل اسم «دييلا» وفي الاطار السفير الألباني إلير هوسا

في خطوة غير مسبوقة على الساحة العالمية، أعلنت ألبانيا تعيين أول وزيرة افتراضية في العالم تُدار بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، لتتولى ملف المشتريات العامة في البلاد.

الوزيرة الافتراضية التي تحمل اسم «دييلا» – وتعني «الشمس» باللغة الألبانية – قدّمها رئيس الوزراء إدي راما خلال اجتماع للجمعية العامة للحزب الاشتراكي في تيرانا، موضحاً أنها ستكون المسؤولة عن الإشراف على جميع المناقصات الحكومية، لضمان أن تكون العملية «نزيهة بنسبة 100 في المئة وشفافة بنسبة 100 في المئة».

وقال راما إن «دييلا»، التي ليست موجودة جسدياً بل افتراضياً عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ستكون «خادمة المشتريات العامة»، مؤكداً أن هذه الخطوة ليست خيالاً علمياً بل «واجباً وطنياً» لضمان مكافحة الفساد في إدارة الأموال العامة.

و«دييلا» ليست جديدة تماماً على الألبان، إذ إنها تدير بالفعل منصة e-Albania التي تتيح للمواطنين الوصول رقمياً إلى معظم الخدمات الحكومية. وقدمت الحكومة «دييلا» على هيئة صورة افتراضية لشابة ترتدي زياً ألبانياً تقليدياً.

وستقوم «دييلا» بتقييم المناقصات العامة، ولها الحق في «استقطاب الكفاءات من مختلف أنحاء العالم»، مما سيكسر «حواجز البيروقراطية والتحيز في الإدارة العامة». وتصدّر خبر تعيين الوزيرة «دييلا» التي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، لتتولى حقيبة الدولة لشؤون المشتريات العامة، الصفحات الأولى في عدد من الصحف العالمية البارزة، بينها ذا غارديان البريطانية ولوفيغارو الفرنسية وماي إي كاثيمير اليونانية. وأعاد راما نشر عناوين الصحف الأجنبية على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «لقد صنعنا التاريخ».

من ناحيته، قال السفير الألباني لدى البلاد إلير هوسا لـ «الجريدة»، إن «تعيين أول وزيرة افتراضية في العالم لإدارة ملف المشتريات العامة في ألبانيا يشكّل لحظة فارقة في مسيرة التحول الرقمي والشفافية التي تنتهجها بلادي»، مشيراً إلى أن «الوزيرة دييلا، التي تم تطويرها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليست مجرد ابتكار تكنولوجي، بل هي تعبير واضح عن التزام الحكومة الألبانية بمحاربة الفساد وتحديث الإدارة العامة عبر أدوات غير تقليدية وغير خاضعة لأي تأثير بشري».

back to top