دمشق تعلن توقيف خلية لـ«حزب الله» خططت لهجمات

• تركيا تبدأ تدريب الجيش السوري... و«الإخوان» تنفي التعرض لضغوط

نشر في 12-09-2025
آخر تحديث 11-09-2025 | 18:40
اعتقال أحد عناصر الحزب بريف دمشق أمس
اعتقال أحد عناصر الحزب بريف دمشق أمس

في خطوة قد تؤثر على العلاقات اللبنانية ـ السورية خصوصاً وسط الضغوط على بيروت لسحب سلاح «حزب الله» المتحالف مع إيران، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية، أمس، القبض على خلية تابعة للحزب في منطقة ريف دمشق تدربت في الأراضي اللبنانية وتخطط لتنفيذ عمليات، وهو ما نفاه الحزب الذي يعد أقرب حلفاء الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال قائد الأمن الداخلي بمحافظة ريف دمشق أحمد الدالاتي، في بيان، «تمكنت وحداتنا، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات، بعد متابعة دقيقة وعمل ميداني مكثف، من القبض على خلية إرهابية تابعة لميليشيا حزب الله، كانت تنشط في بلدتي سعسع وكناكر بريف دمشق الغربي».

وأضاف الدالاتي: «أظهرت التحقيقات الأولية أن أفراد الخلية تلقوا تدريبات في معسكرات داخل الأراضي اللبنانية، وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية تهدد أمن واستقرار المواطنين».

وأشار أنه «خلال العملية، تمت مصادرة قواعد لإطلاق الصواريخ، و19 صاروخاً من طراز «غراد»، وصواريخ مضادة للدروع، إلى جانب أسلحة فردية وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة».

ولفت إلى أنه «تمت إحالة الملف إلى الجهات المختصة لمتابعة الإجراءات القانونية، فيما تواصل الأجهزة المعنية التحقيق مع الموقوفين لكشف كامل الارتباطات والأهداف».

من ناحيته، نفى «حزب الله» في بيان «جملة وتفصيلًا» ‌‏اتهامات الداخلية السورية، مؤكداً أن «ليس لديه أي تواجد ولا يمارس أي نشاط على ‌‏الأراضي السورية وأنه حريص كل الحرص على استقرار سورية وأمن شعبها».

إلى ذلك، بدأت تركيا تدريب الجيش السوري وتقديم الاستشارات والدعم الفني له بموجب اتفاق جرى توقيعه الشهر الماضي بين وزارتي دفاع البلدين.

وأوضح مصدر بوزارة الدفاع التركية بأن نحو 300 سوري من بينهم بعض عناصر الشرطة وغالبيتهم من جنود الجيش يتلقون حالياً تدريبات في قاعدتين بوسط وشرق تركيا.

وأفاد مصدر ثان بأن أنقرة تخطط لتدريب نحو 5 آلاف سوري من الجيش والشرطة على المدى القصير ومن المنتظر ارتفاع هذا الرقم إلى 20 ألفاً على الأقل على المديين المتوسط والبعيد.

وتبحث أنقرة ودمشق أيضاً اتفاق دفاع أوسع يشمل نشر جنود أتراك في ثلاث قواعد سورية على الأقل، غير أن اتفاقية التدريب والتشاور الموقعة حديثا لا تشمل بعد مثل هذه الخطوات.

وفيما تعزز تركيا جهودها لدعم الجيش السوري الجديد في ظل تزايد الغارات الإسرائيلية، نفى مصدر بوزارة الدفاع التركية أن تكون الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مدينتي حمص واللاذقية استهدفت أسلحة تركية. وقال المصدر إن «الأخبار والادعاءات حول استهداف إسرائيل لمواقع القوات التركية في سورية لا أساس لها من الصحة ولا تعكس الحقيقة ولا يوجد أي وضع سلبي يخص قواتنا ووحداتنا وأفرادنا ومعداتنا المتمركزة فيها».

وشدد على أن استقرار سورية وأمنها يعد أمراً بالغ الأهمية للسلام الإقليمي وأنشطة التدريب والدعم الفني التركي تنفّذ بالتنسيق والتخطيط مع وزارة الدفاع السورية.

وفي إشارة مباشرة إلى قوات سورية الديموقراطية (قسد)، أكد المصدر أن تركيا عازمة على الحفاظ على تعاون وثيق مع الحكومة السورية في هذا الصدد وعلى التمسك بمبدأ «دولة واحدة، جيش واحد».

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم شنته «قسد» على منازل الأهالي في قرى الكيارية ورسم الأحمر وحبوبة كبير بريف حلب الشرقي، مؤكدة أن قواتها المنتشرة بالمنطقة ردت باستهداف مصادر النيران.

بالمقابل، ذكرت «قسد» أن قواتها تصدت لمحاولات تسلل وقصف من «مجموعات منفلتة» تابعة للحكومة في دير حافر، و«أفشلت تلك المحاولات بشكل كامل»، وحملت دمشق مسؤولية التصعيد، وهددت برد حازم على أي هجوم.

في غضون ذلك، اعتبر المراقب العام للإخوان المسلمين عامر البوسلامة أن «دعوة مستشار الرئيس موفق زيدان لحل الجماعة اجتهاد شخصي ولا يمثل موقفاً رسمياً للسلطة السورية»، محذراً من أن ذلك «ليس مصلحة وطنية ولا من مصلحة سورية كونها كانت وما زالت جزءاً من المشهد السوري، وقوة داعمة للمرحلة الانتقالية».

وأكد البوسلامة، لقناة الجزيرة، أن الجماعة لم تتلق أي تواصل رسمي أو ضغوط من السلطات السورية بخصوص حل نفسها، ولو رأت أن في حلها مصلحة لسورية لاتخذت القرار فوراً، وقال: «وجودنا ضروري، ويمثل إضافة للحالة السورية الجديدة».

back to top