«ليش ما تصبغ»؟!

نشر في 12-09-2025
آخر تحديث 11-09-2025 | 17:54
 محمد راشد

الحديث يكون صعباً حين يدور حول «الشيب» وعدم تغيير اللون الأبيض إلى الأسود عله يعيد شيئاً من ماضٍ جميل، فالنقاش في هذا الموضوع غالباً المنتصر فيه خاسر، باعتبار أن «صبغ الشيب»، ما هو إلا محاولة للنهوض من جديد، إلا أنها لا تستمر طويلاً، بل تنكشف سريعاً أيضاً!

مناسبة سعيدة لأحد الأصدقاء القدامى، كانت فرصة عزيزة للالتقاء بمزيد من الأحبة الذين لم ألتقِ بهم منذ سنوات، واللافت أن اللون الأبيض هو السائد على محيَّا الموجودين في الصالة، رغم وجود جيل جميل من الشباب المقبلين على الحياة، لكن الأجمل أن ذلك البياض كان شاهداً على علاقات أكثر قرباً واتصالاً في زمن لا يعرف غير السماحة والمحبة.

أيام كانت كريمة كغيوم ذلك الشتاء الذي لا نعرف أين اختفى، نقية مثل قطرات المطر التي كانت تغسل قلوبنا كلما اقتربت من القسوة والبغضاء، أيام بيضاء تعكس صورة الشيب الذي يزين وجوهاً لم تتأثر بالمتغيرات الحياتية المخيفة.

قبل سنوات في موقف لا ينسى، سألني زميل عزيز جداً في العمل: كم عمرك؟ حقيقة، فاجأني السؤال، فأجبته: لماذا؟ فقال «ليش عايش، اصبغ وعيش»، بصراحة لم أرد وظللت أستمع إلى نصائحه الكثيرة حول تأثير الصبغ الإيجابي على نفسية الرجل، وغيرها من النصائح، أقنعني، لكن لم أنفذ ما طلب!

اللحظات الجميلة ترسمها ابتسامات صافية، وذكريات مليئة بالأحداث والصور الراسخة في أذهان المحبين، ويبقى القول «إن البقاء في القفص أحياناً أفضل بكثير من محاولة الطيران بأجنحة ورقية!».

back to top