جهود روسية لحلّ القضايا العالقة بين الكويت والعراق

• «الوزاري الخليجي ـ الروسي» يدين العدوان على قطر ويتمسك بإقامة دولة فلسطينية
• اليحيا: احترام بغداد للاتفاقات والمعاهدات يكرّس العلاقات الأخوية ويعزز استقرار المنطقة
• لافروف: نعمل مع شركائنا الخليجيين على بلورة خطوات عملية ضد التصعيد الإسرائيلي

نشر في 12-09-2025
آخر تحديث 11-09-2025 | 22:29
اليحيا خلال لقائه لافروف في سوتشي أمس
اليحيا خلال لقائه لافروف في سوتشي أمس

كشف الاجتماع الوزاري المشترك الثامن للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا، الذي عُقِد أمس في مدينة سوتشي الروسية، عن جهود روسية للتوصل إلى حلّ لكل القضايا العالقة بين الكويت والعراق، وذلك وسط تناغم روسي ــ خليجي حول إدانة العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، وضرورة بلورة موقف يضع حداً للتصعيد الإسرائيلي المنفلت.

وفي الكلمة الافتتاحية أمام الاجتماع، ثمّن وزير الخارجية عبدالله اليحيا، رئيس الدورة الحالية لـ «الوزاري الخليجي»: «جهود روسيا الهادفة إلى دعوة العراق لبذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل جميع القضايا العالقة مع الكويت وفقاً لأحكام القانون الدولي، والقرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها إعادة الأسرى والمفقودين الكويتيين أو رفاتهم ورعايا الدول الثالثة وإعادة الممتلكات الكويتية بما فيما الأرشيف الوطني».

وفيما يتعلق باستكمال ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق لما بعد العلامة الحدودية (162) والتنفيذ الكامل لاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله المبرمة في 29 أبريل 2012، أكد اليحيا أهمية التزام بغداد بسيادة الكويت وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الثنائية والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، بما يكرس العلاقات الأخوية وحسن الجوار، ويعزز أمن المنطقة واستقرارها.

وفي ظل تصعيد إسرائيل الخطير ورغبتها في تقويض السلام وقيام الدولة الفلسطينية، أعلن اليحيا التضامن التام والموقف الخليجي الثابت إلى جانب قطر، والدعم المطلق لما تتخذه من تدابير وإجراءات تكفُل صون شعبها وحفظ أمنها وسلامة أراضيها.

وأكد اليحيا أن العدوان على أي دولة من مجلس التعاون يعد اعتداءً على دوله كافة، وقال: «في وقت كانت فيه شعوب المنطقة تأمل الأمن والاستقرار وتبذل الجهود الكبيرة لتجنب ويلات التوتر والصراع، جاءت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه الخطير على قطر لتعصف بهذه الجهود، ولتشكل تصعيداً بالغ الخطورة».

وشدد على أنه لن يتحقق في المنطقة سلام عادل ولا استقرار دائم دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.

وأفاد اليحيا بأن ما «يجمعنا اليوم هو أكثر من مصالح مشتركة، إنه التقاء قناعات ورؤى حول ضرورة أن يكون التعاون أساساً للسلام، وأن يكون الحوار سبيلاً لحل النزاعات، وأن تكون الشراكة وسيلة لتحقيق التنمية والازدهار، وفي هذا الإطار تأتي القضية الفلسطينية في قلب أولوياتنا».

بدوره، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده ستستعرض مع شركائها الخليجيين تطورات الأوضاع الإقليمية، وستعمل على بلورة خطوات عملية للحد من الآثار السلبية المترتبة على التصعيد الإسرائيلي، بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ودفع عجلة الحلول الدبلوماسية.

وفي تفاصيل الخبر:

دان الاجتماع الوزاري الخليجي - الروسي الثامن للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وروسيا، الذي عقد أمس في مدينة سوتشي الروسية، العدوان الإسرائيلي على قطر، كما دعا الى إنهاء الحرب على قطاع غزة، وجدد الدعوة الى إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.

وفي كلمته الافتتاحية، أعلن رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي، وزير الخارجية عبدالله اليحيا، التضامن التام والموقف الخليجي الثابت إلى جانب دولة قطر، والدعم المطلق لما تتخذه من تدابير وإجراءات تكفل صون شعبها وحفظ أمنها وسلامة أراضيها، انطلاقا من المسؤولية الجماعية تجاه صون وتعزيز أمن واستقرار المنطقة.

وشدد اليحيا على أن العدوان على أي دولة من مجلس التعاون يُعد اعتداء على دوله كافة. وقال: «في وقت كانت شعوب المنطقة تأمل بالأمن والاستقرار وتبذل الجهود الكبيرة لتجنّب ويلات التوتر والصراع، جاءت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه الخطير على قطر لتعصف بهذه الجهود ولتشكل تصعيداً بالغ الخطورة».

وأكد اليحيا أنه لا سلام عادلا ولا استقرار دائما دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.

وفيما يتعلق باستكمال ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق لما بعد العلامة الحدودية 162، والتنفيذ الكامل لاتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله المبرمة في 29 أبريل 2012، لفت اليحيا إلى أهمية التزام العراق بسيادة الكويت وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الثنائية والمعاهدات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بما يكرّس العلاقات الأخوية وحُسن الجوار، ويعزّز أمن المنطقة واستقرارها.

وثمّن جهود روسيا الهادفة لدعوة العراق لبذل أقصى الجهود للتوصل إلى حل جميع القضايا العالقة مع الكويت، وفقا لأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها إعادة الأسرى والمفقودين الكويتيين أو رفاتهم، ورعايا الدول الثالثة، وإعادة الممتلكات الكويتية بما فيما الأرشيف الوطني.

وأمل أن تسفر القمة العربية - الروسية في 15 أكتوبر المقبل عن نتائج إيجابية بناءة تسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين في جميع المجالات ذات الاهتمام المتبادل، ودعم الجهود السياسية والدبلوماسية الجماعية التي تبذلها الدول العربية بما يعزّز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

واعتبر اليحيا أن قمّة رئيسي روسيا وأميركا في ألاسكا تمثّل خطوة إيجابية مهمة لحل الأزمة الأوكرانية عبر الحوار والمسار الدبلوماسي، مجددا موقف مجلس التعاون الثابت في الدعوة للحوار البناء من أجل التوصل إلى حل لكل النزاعات بشكل يضع حدا للتحديات الإنسانية والأمنية والاقتصادية ويفضي إلى تسوية سلمية دائمة تُنهي معاناة المدنيين وتسهم إيجابا في الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

واعتبر اليحيا أن الاجتماع الخليجي - الروسي ليس مجرد لقاء دوري، بل يجسد أيضاً الإيمان العميق بأن الشراكة الاستراتيجية وركيزة مستقبل أكثر إشراقا وأمنا وجسراً يوسع مساحات التعاون.

وأضاف أن انطلاق الحوار الاستراتيجي في 2011 واجتماعاته السنوية عزز أواصر التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، وأرسى كذلك قاعدة صلبة للتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وذكر أن «الحوار الاستراتيجي لم يكن خيارا عابرا، بل رؤية بعيدة المدى نمت جذورها وتعمقت ثمارها حتى أضحت عنوانا لشراكة متنامية وثقة متبادلة».

وأفاد اليحيا بأن ما «يجمعنا اليوم هو أكثر من مصالح مشتركة أنه التقاء قناعات ورؤى حول ضرورة أن يكون التعاون أساسا للسلام، وأن يكون الحوار سبيلا لحل النزاعات، وأن تكون الشراكة وسيلة لتحقيق التنمية والازدهار، وفي هذا الإطار تأتي القضية الفلسطينية في قلب أولوياتنا باعتبارها مفتاح الاستقرار في المنطقة بأسرها».

بدوره، حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن «التوترات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط تصاعدت بشكل حاد عقب الغارات الإسرائيلية على الدوحة»، مؤكدا أن التصرفات الإسرائيلية تُظهر نيّة واضحة لتقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال لنظرائه الخليجيين: «اجتماعنا اليوم ينعقد في ظل تصعيد خطير، بعد الضربات الصاروخية والجوية الإسرائيلية على الدوحة، ومن الواضح أن مثل هذه التصرفات لا تؤدي إلا إلى تقويض الجهود الدولية لإيجاد حلول سلمية، وتشير إلى عدم استعدادها لوقف الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة والضفة الغربية».

وأكد لافروف أن «الوضع يزداد غموضا، لأن قطر هي أحد الوسطاء الرئيسيين في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و»حماس» حول شروط وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وأوضح أن روسيا ستستعرض مع شركائها الخليجيين تطورات الأوضاع الإقليمية، وستعمل على بلورة خطوات عملية للحد من الآثار السلبية المترتبة على التصعيد الإسرائيلي، بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ودفع عجلة الحلول الدبلوماسية.

وعلى هامش الاجتماع الثامن، ناقش الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، مع لافروف العديد من المواضيع، أهمها تعزيز العلاقات الخليجية - الروسية، إضافة إلى بحث آليات تسريع وتيرة تنفيذ خطة العمل المشترك (2023 - 2028) وآخر الأوضاع في المنطقة.

وأشاد البديوي بمواقف روسيا وخاصةً فيما يتعلق بدعمها لإنهاء الصراع في غزة وحماية الشعب الفلسطيني، وإدانتها الشديدة لعدوان الاحتلال الخطير على أراضي قطر. وتطلّع الجانبان لدعم كل الجهود لتعزيز العلاقات إلى آفاق أرحب.

back to top