قمة عربية - إسلامية الأحد لمواجهة العدوان على قطر

• الدوحة ترفض تهديدات نتنياهو وتتمسك بالعلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة

نشر في 12-09-2025
آخر تحديث 11-09-2025 | 22:29

بينما شيعت قطر، أمس، بحضور أميرها الشيخ تميم بن حمد، جنازة ضحايا القصف الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مقر إقامة مسؤولين من حركة حماس في الدوحة، وأسفر عن مقتل 5 من كوادر الحركة الفلسطينية، وأحد عناصر قوى الأمن الداخلي القطري، أعلنت وزارة الخارجية القطرية استضافتها قمة عربية - إسلامية طارئة يومي الأحد والاثنين المقبلين لبحث تحديد طبيعة الإجراءات التي سيتم اتخاذها رداً على العدوان الغادر.

وأفادت أوساط خليجية بأن اتصالات تجرى لمناقشة الحاجة إلى رد قوي وموحد على الدولة العبرية مع عزم السعودية إبلاغ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تطلعاتها لدفع اتفاقات السلام من خلال التكامل الإقليمي معرضة للخطر، في وقت أكدت الدوحة أن علاقاتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن «أقوى من أي وقت مضى، وتستمر في النمو»، نافية في بيان لمكتب الإعلام الدولي القطري ما زعمه موقع «أكسيوس» الأميركي، عن إبلاغ سلطات قطر البيت الأبيض أنها تعتزم إعادة تقييم شراكتها مع واشنطن والبحث عن شركاء أمنيين جدد لحماية مصالحها.

وتزامن ذلك مع استنكار قطر «التصريحات المتهورة» التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تضمنت «تهديدات صريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة»، ومنددة بتصريحاته بشأن استضافة الدوحة لمكتب «حماس».

وقالت إنها «ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو المطلوب لمحكمة العدل الدولية ووقف ممارساته المتهورة وغير المسؤولة».

جاء ذلك تعقيباً على تهديد جديد أطلقه نتنياهو، ليل الأربعاء ـ الخميس، لقطر والدول التي تستضيف قادة من «حماس»، داعياً إياها إلى طردهم «أو ستفعل إسرائيل ذلك»، ومشبهاً ما قام به في قطر بما قامت به الولايات المتحدة في أفغانستان لملاحقة زعماء «القاعدة».

وفي تفاصيل الخبر:

في وقت شيعت قطر بحضور أميرها الشيخ تميم بن حمد ضحايا الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق الذي استهدف مبانيَ سكنية في الدوحة، وأسفر عن مقتل 5 من كوادر «حماس» وعنصر أمن قطري إلى مثواهم الأخير في مقبرة «مسيمير» أمس، أفادت السلطات القطرية بأنها ستستضيف قمة عربية - إسلامية طارئة، يومي الأحد والاثنين المقبلين، لبحث الرد على الاعتداء الغادر الذي وقع الثلاثاء الماضي.

ووسط توقعات قطرية بمشاركة واسعة في القمة، ذكر مصدر دبلوماسي قطري أنه ستتم صياغة رد موحد تجاه العدوان الإسرائيلي، وأن ذلك يأتي في إطار تحديد طبيعة الإجراءات، التي سيتم اتخاذها رداً على الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة، ومحاولة استهداف قادة حركة «حماس» هناك.

في غضون ذلك، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين خليجيين أنهم أجروا اتصالات لمناقشة الحاجة إلى رد قوي وموحد، لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى تفاصيل، وأن كبار المسؤولين السعوديين يعتزمون إبلاغ الولايات المتحدة بأن التطلعات الأميركية للسلام من خلال التكامل الإقليمي معرضة للخطر.

مسار الرد

جاء ذلك في وقت أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن القمة ستقر مسار الرد الجماعي الذي يجري بحثه مع الشركاء الإقليميين، لافتاً إلى أن قطر لن تطلب من الشركاء الإقليميين في المنطقة الرد بطريقة معينة.

أمير قطر يشارك في تشييع ضحايا العدوان ويتلقى رسالة تضامن من السيسي

وأوضح أن الرد على الهجوم الإسرائيلي سيكون على مستويين، الأول: «رد من قطر، وكأي دولة متحضرة، سيكون ملجؤها الأول هو القانون الدولي»، والمستوى الثاني «رد آخر سيصدر من المنطقة».

وشدد على أن بلاده لا تقبل التهديدات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يهدد الدول الأخرى في المنطقة وهي لم تشكل له أي تهديد.

وأعرب بن عبدالرحمن عن أمله في أن يكون الرد الإقليمي «حقيقياً وقادراً على وقف بلطجة إسرائيل وتنمرها»، مضيفاً: سمعنا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة قوية بشأن القصف الإسرائيلي ونُقدّر هذا الموقف، لكن يجب أن يتبع ذلك اتخاذ إجراءات عملية.

ورأى أن نتنياهو «يحاول تقديم محاضرات قانونية بينما هو نفسه ينتهك القوانين الدولية ويجوّع قطاع غزة»، مؤكداً أن نتنياهو يجب أن يُقدم للعدالة، وهو مطلوب أصلاً للمحكمة الجنائية الدولية.

رفض التهديد

وبينما عقد مجلس الأمن جلسة طارئة شارك فيها عدد من وزراء الخارجية العرب، بدعوة من الجزائر، لبحث الاعتداء على الدوحة، أصدرت الخارجية القطرية، بياناً، رداً على تصريحات نتنياهو بشأن استضافة الدوحة لمكتب «حماس»، وعبرت عن إدانتها للتهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة قطر.

وقالت في بيان، «تستنكر قطر وبأشد العبارات التصريحات المتهورة التي أدلى بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن استضافة دولة قطر لمكتب حركة حماس، وما تضمنته من محاولة مشينة لتبرير الهجوم الجبان الذي استهدف الأراضي القطرية، إضافة إلى التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة».

وأكدت أن «استضافة المكتب تمت في إطار جهود الوساطة التي طلبت من دولة قطر من الولايات المتحدة وإسرائيل»، لافتة إلى أن «نتنياهو يدرك تماماً أن لمكتب حماس دوراً محورياً في إنجاح العديد من عمليات التبادل والتهدئة التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي، وأسهمت في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيلين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية مأساوية منذ السابع من أكتوبر».

مصر تحذر من عواقب وخيمة إذا حاولت إسرائيل العمل على أرضها

وشددت الوزارة على أن «المفاوضات كانت تعقد بشكل رسمي وعلني وبدعم دولي وبمشاركة وفود أميركية وإسرائيلية، وأن محاولة نتنياهو الإيحاء بأن قطر كانت تؤوي وفد حماس سراً لا تفهم إلا كمسعى يائس لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع».

وبشأن تأثير الهجوم على العلاقات الأميركية - القطرية، لفت بن عبدالرحمن إلى أن ما سمعته الدوحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب الاعتداء كان «رسالة قوية جداً»، تؤكد التزامه بالشراكة مع قطر.

وأشار إلى أن بلاده تثمن ذلك، لكنه شدد على أن «خطوات عملية يجب أن تلي ذلك»، مبيناً أنه يتابع مع المسؤولين الأميركيين لمعرفة ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها.

وليل الأربعاء ـ الخميس، هدد نتنياهو، قطر والدول التي تستضيف قادة «حماس»، قائلاً في بيان مصور: «أتوجه إلى قطر وكل الدول التي توفر ملجأ للإرهابيين، إما أن تطردوهم أو تحاكموهم، وإذا لم تفعلوا ذلك فنحن من سنقوم بذلك».

وتابع: «لقد فعلنا ذلك تماماً كما فعلت الولايات المتحدة عندما لاحقت إرهابيي القاعدة في أفغانستان بعد هجمات الـ11 من سبتمبر 2001».

تكذيب وشراكة

من جهة ثانية، رفضت قطر تقريراً لموقع «أكسيوس» تحدث عن إعادة تقييم الدوحة لشراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، ووصفته بأنه «خاطئ تماماً».

وجاء في بيان أصدره المكتب الإعلام الدولي القطري، أن الدولة الخليجية تؤكد أن علاقاتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن «أقوى من أي وقت مضى، وتستمر في النمو».

وفي وقت سابق، ذكر مصدر مطلع لـ«أكسيوس»، أن رئيس الوزراء القطري أبلغ مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف أن الدوحة، بعد أن «تعرضت لهجمات من إيران ثم من إسرائيل خلال ستة أشهر فقط، ستعيد تقييماً عميقاً لشراكتها الأمنية مع واشنطن، وربما تبحث عن شركاء آخرين». وقال مسؤول أميركي سابق إن رئيس الوزراء القطري أبلغ المسؤولين الأميركيين أنه يعتبر ما حدث «خيانة» من إسرائيل ومن الولايات المتحدة على حد سواء.

وبينما أفاد «أكسيوس» بطلب ترامب من نتنياهو التزاماً بعدم مهاجمة قطر مجدداً، نقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر أن «البيت الأبيض تلقى إخطاراً من «البنتاغون» حول تحرك طائرات إسرائيلية نحو الدوحة.

ووفقاً لتقرير نشرته «وول ستريت جورنال» وصف ترامب خلال مكالمة عاصفة أجراها مع نتنياهو قرار الأخير باستهداف قادة «حماس» في الدوحة، الحليفة الوثقية لواشنطن، بأنه كان «غير حكيم».

تضامن وتنسيق

ومع توالي ردود الفعل الدولية المنددة بالعدوان والمعربة عن التضامن مع الدوحة، تلقى أمير قطر، رسالة شفهية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نقلها وزير الخارجية بدر عبدالعاطي.

وأكد عبدالعاطي رفض القاهرة للهجوم الإسرائيلي الغادر وبحث سبل التعامل مع التصعيد وتنسيق المواقف، مشدداً على أن أي عمل يمس أمن قطر واستقرارها وسياداتها يمس بالأمن القومي العربي. كما شدد على «وقوف مصر وتضامنها مع قطر ودعمها الكامل لأي قرار تتخذه».

وفي وقت أجرى رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، زيارة أخوية إلى الدوحة لإظهار التضامن، أكدت وزارة الدفاع التركية أن «أنقرة تقف إلى جانب قطر بكل إمكاناتها ضد هذا الهجوم الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادتها».

من جهتها، نعت «حماس» في بيان رسمي نجل رئيسها خليل الحية ومدير مكتبه و3 مرافقين وعنصر أمن قطري، سقطوا في الهجوم الإسرائيلي بقطر، مؤكدة أن الاعتداء على مكتبها في الدوحة «جريمة مكتملة الأركان» لم تستهدف وفد التفاوض فقط لكنها استهدفت مسار التفاوض ودور الوسطاء.

في السياق، وجّهت مصر رسالةً إلى الولايات المتحدة مفادها أن أي محاولات إسرائيلية للعمل على الأراضي المصرية، مثل الغارات التي استهدفت الدوحة هذا الأسبوع، ستكون لها عواقب وخيمة.

مستشار أردوغان يهدد بمحو إسرائيل من الخريطة

هدد المسؤول التركي أوكتاي سارال، كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، بمحو إسرائيل عن الخريطة، وذلك في تغريدة على موقع «إكس» رداً على الصحافي الاسرائيلي مئير مصري الذي لوح بضربة إسرائيلية على تركيا مماثلة للعدوان الإسرائيلي الغادر على قطر.

وتعليقاً على العداون الإسرائيلي الغادر على قطر، كتب الصحافي الإسرائيلي المعروف بتغريداته الاستفزازية، على موقع «إكس»، «اليوم قطر وغداً تركيا. إسرائيل تحارب الإرهاب».

ورد سارال قائلاً: «إلى كلب إسرائيل الصهيونية، من الواضح أنك لا تعرف تركيا ولا الشعب التركي. اعلم أن الأمر لن يطول كثيراً، قريباً سيعمّ السلام العالم مع محوكم من على الخريطة. وإن كنت تسأل: من الذي سيفعل ذلك؟ فهو تلك الدولة التي تفكر في مهاجمتها غداً».

back to top