رئيس كازاخستان يحدّد رؤيته لمستقبل بلاده الرقمي

توكاييف: إنشاء وزارة جديدة للذكاء الاصطناعي تقودنا إلى «دولة رقمية بالكامل خلال 3 سنوات»

نشر في 11-09-2025 | 11:53
آخر تحديث 11-09-2025 | 11:55
رئيس كازاخستان قاسم-جومارت توكاييف
رئيس كازاخستان قاسم-جومارت توكاييف

ألقى الرئيس قاسم-جومارت توكاييف خطابه السنوي عن حالة الأمة بعنوان «كازاخستان في عصر الذكاء الاصطناعي: المهام الرئيسية وحلولها من خلال التحول الرقمي».

وقدم توكاييف برنامجًا طموحًا للإصلاح يركز على التحول الرقمي وتحديث الاستثمار والاتصال العالمي وتجديد المؤسسات.

وكان محور الخطاب هو عزم كازاخستان على الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي.

وأعلن توكاييف إنشاء وزارة جديدة للذكاء الاصطناعي والتنمية الرقمية، سيترأسها متخصص برتبة نائب رئيس الوزراء. وستقود الهيئة الجديدة انتقال كازاخستان إلى ما وصفه بـ «دولة رقمية بالكامل في غضون ثلاث سنوات».

كما دعا الرئيس إلى الإسراع في اعتماد قانون رقمي شامل يغطي الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة واقتصاد المنصات، ووجه الحكومة بضمان التكامل التام للذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الاقتصاد.

وقال توكاييف: «لم يعد الذكاء الاصطناعي مفهومًا مجردًا. إنه يؤثر بالفعل على نظرة الناس للعالم وسلوكهم، خاصة الشباب. يجب أن نكون مستعدين لهذه الحقيقة. ليس أمام كازاخستان بديل سوى تبني هذا التحول».

كما سلط الضوء على الابتكارات المالية، وأعلن عن إنشاء صندوق أصول رقمية حكومي لبناء احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة، وحث على اعتماد قانون مصرفي جديد بحلول نهاية العام لتحفيز التكنولوجيا المالية وجذب شركات جديدة إلى السوق.

إلى جانب التحول الرقمي، ركز رئيس كازاخستان على الاستثمار والتحديث الاقتصادي. ودعا إلى تجديد نظام جذب الاستثمارات في بلاده، مشيرًا إلى أن البيروقراطية المفرطة قد قوضت الكفاءة. وقال: «جذب الاستثمارات هو أولوية تتطلب نُهجًا جديدة»، مشددًا على أن رئيس الوزراء مسؤول مباشرة عن الإشراف على هذه العملية.

كما اقترح توكاييف إدخال مؤشر جاذبية الاستثمار الإقليمي لمساءلة الحكومات المحلية عن أدائها الاقتصادي، وحث على إعادة النظر في دور الصندوق الوطني. وقال: «يجب استخدام موارد الصندوق بحكمة لتمويل المشاريع الواعدة ذات الإمكانات السوقية العالية».

وأعلن توكاييف عن الانتهاء الوشيك من خط السكك الحديدية المزدوج المسار Dostyk–Moyinty، وهو مشروع وصفه بأنه «ذو أهمية خاصة للممر الشرقي-الغربي»، وتعهد إحراز تقدم في الوقت المناسب في خطوط السكك الحديدية الرئيسية الأخرى.

وأشار إلى أنه بحلول أكتوبر المقبل، يجب إطلاق منصة جمركية ولوجستية رقمية موحدة باسم «سمارت كارغو» (Smart Cargo)، تتيح للمشغلين من القطاع الخاص وصولاً آلياً متساوياً إلى البنية التحتية الجمركية واللوجستية.

وفي مجال الطيران، كرر طموح كازاخستان الاستراتيجي في أن تصبح مركزاً رائداً في الفضاء الأوراسي، مدعوماً باقتراح إنشاء شركة نقل بضائع وطنية مع شركاء أجانب ودمج مطارات جديدة في سلاسل اللوجستيات العالمية.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أعاد الرئيس توكاييف تأكيد نهج كازاخستان متعدد المحاور، مشددًا على أهمية التوازن والمشاركة البناءة. ورحب بنتائج القمم رفيعة المستوى الأخيرة، بما في ذلك الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا في ألاسكا وجهود السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وسلط الضوء على شراكات كازاخستان المتنامية مع الصين وتركيا وآسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وبالنظر إلى المستقبل، شدد على الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن التابع لها. وقال: «لا يزال لا يوجد بديل للأمم المتحدة، لكن الإصلاح قد تأخر، لا سيما في هيئتها الرئيسية، مجلس الأمن». وأضاف أنه سيقدم آراء كازاخستان بشأن الإصلاح العالمي خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

كما حدد الرئيس أولويات وطنية أوسع نطاقاً.

وشملت هذه الأولويات منح مدينة ألاتاو وضعاً خاصاً باعتبارها مركزاً جديداً للابتكار، واعتماد قانون بناء جديد بحلول نهاية العام، وإنشاء خريطة رقمية موحدة للموارد الأرضية، ومتابعة استراتيجيات طويلة الأجل للأمن الغذائي وإدارة المياه.

ودعا إلى مواصلة استعادة بحر آرال، وبذل جهود مشتركة للحفاظ على بحر قزوين، وتسريع استخدام التقنيات المتقدمة لتوفير المياه.

أما في مجال السياسة الاجتماعية، حضّ توكاييف على إصلاح نظام المزايا الواسع النطاق في كازاخستان لضمان الاستدامة والإنصاف، إلى جانب اتخاذ تدابير لتعزيز المعاشات التقاعدية وتوسيع نطاق الرعاية الصحية وتحسين المعرفة المالية. كما شدد على دور التعليم في إعداد الجيل القادم لعصر الذكاء الاصطناعي، مسلطاً الضوء على البرامج الرامية إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية وتوسيع نطاق التعلم الرقمي للطلاب في المناطق الريفية.

وفي ختام كلمته، شدد الرئيس توكاييف على المبادئ الموحدة للقانون والنظام والوطنية في الوقت الذي تمر فيه كازاخستان بتغيرات عالمية. وقال: «إذا كان شعبنا متحدًا والوضع الداخلي مستقرًا، فسنتغلب على جميع الصعوبات ونواجه أي محنة».

back to top