أوروبا تدافع عن اتفاقها التجاري مع الولايات المتحدة

• واشنطن تفرض رسوماً جمركية على أغلب سلع دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 15%

نشر في 11-09-2025
آخر تحديث 10-09-2025 | 18:32
التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي حصل على أفضل اتفاق تجاري متاح مع الولايات المتحدة، وضمن للشركات الأوروبية أفضلية على العديد من المنافسين الأجانب.

وأضافت فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي أمس: «ضمنّا حصول أوروبا على أفضل صفقة ممكنة متاحة... وضعنا شركاتنا في ميزة نسبية، لأن بعض منافسينا المباشرين يواجهون رسوما جمركية أميركية أعلى بكثير».

وانتقد العديد من المشرّعين الاتفاق الذي سيخفض بموجبه الاتحاد الأوروبي الرسوم، بينما تفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على أغلب سلع دول الاتحاد بنسبة 15 بالمئة، وفق وكالة رويترز.

وسيصوّت البرلمان في الأشهر المقبلة على اقتراح المفوضية على إلغاء رسوم الاتحاد الأوروبي على السلع الصناعية الأميركية.

وأوضحت فون دير لاين أن بعض المنافسين حصلوا على رسوم جمركية أساسية أميركية أقل من 15 بالمئة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، لكن التكتل حرص على عدم إضافة تلك النسبة على الرسوم القائمة على خلاف معظم المنافسين.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يصدّر سلعًا بقيمة 500 مليار يورو إلى الولايات المتحدة كل عام، وهي صادرات تعتمد عليها ملايين الوظائف.

وتابعت: «الاتفاق يوفر استقرارًا ضروريًا في علاقاتنا مع الولايات المتحدة في وقت انعدام خطير في الأمن العالمي.. تخيلوا تداعيات حرب تجارية شاملة مع الولايات المتحدة.. وتصوروا الفوضى».

وذكر مسؤول أميركي ودبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حثّ مسؤولي التكتل، أمس الأول، على فرض رسوم جمركية على الصين تصل إلى 100 بالمئة، في إطار استراتيجية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة تلك المحادثات الخاصة، إن ترامب شجّع الاتحاد الأوروبي أيضا على فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الهند.

والصين والهند من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، وبالتالي فإنهما تضطلعان بدور مهم في دعم اقتصاد روسيا، مع استمرار حربها في أوكرانيا التي بدأت بغزو البلاد في عام 2022.

وقدّم ترامب هذا الطلب، الذي تم نقله خلال مؤتمر عبر الهاتف، إلى مبعوث الاتحاد الأوروبي المعني بالعقوبات، ديفيد أوسوليفان، ومسؤولين آخرين من التكتل. وهناك وفد من الاتحاد الأوروبي في واشنطن حاليا لبحث تنسيق العقوبات.

وقال الدبلوماسي الأوروبي إن الولايات المتحدة أشارت إلى استعدادها لفرض رسوم جمركية مماثلة إذا استجاب الاتحاد الأوروبي لطلبها.

وسيؤدي الطلب الأميركي، في حال تنفيذه، إلى تغيير استراتيجية الاتحاد الأوروبي الذي فضّل عزل روسيا بالعقوبات بدلا من الرسوم الجمركية.

وفي وقت لاحق مساء الثلاثاء، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة يمكنها في الواقع تعزيز التجارة مع الهند، وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة والهند تعملان على إزالة الحواجز التجارية بين البلدين، وأضاف أنه يتطلع إلى التحدث مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وتراهن الإدارة الأميركية على الرسوم الجمركية في مفاوضاتها للحصول على مكاسب تجارية أو اقتصادية وأحياناً سياسية، غير أن تقريرا حديثا لـ «أوكسفورد إيكونوميكس» يشير إلى أن مؤشرات النصر في المعركة الحالية لا تعني بالضرورة الفوز بالحرب.

منذ فبراير الماضي صعّدت الولايات المتحدة من حربها التجارية، وارتفعت الرسوم المفروضة على الواردات بشكل غير مسبوق، لتقفز من 2.5% إلى أكثر من 10%، وسط توقعات بأن تبلغ ذروتها عند 15% قريباً. ورغم هذه القفزة، أظهرت المؤشرات الاقتصادية أن الاقتصادين الأميركي والعالمي لم يتأثرا بشكل كبير حتى الآن.

ففي الولايات المتحدة، سجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً تجاوز 3% خلال الربع الثاني، بينما بلغ النمو العالمي نحو 2.9% في النصف الأول من العام، متفوقاً على الفترة نفسها من العام الماضي. أما الأسواق المالية، فقد استعادت عافيتها سريعاً بعد التراجع الأولي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 7% منذ بداية العام، فيما صعدت الأسهم العالمية خارج أميركا بنسبة 13% بالعملات المحلية.

هذه الأرقام قد تُفسر من قبل مؤيدي السياسات التجارية الجديدة على أنها دليل نجاح، خاصة مع إبرام واشنطن سلسلة من الاتفاقيات التجارية غير المتكافئة، رفعت الرسوم على شركائها وخفضت الحواجز أمام السلع الأميركية.

«العربية نت»

back to top