مادورو يأمر بنشر 25 ألف عسكري على حدود كولومبيا
كراكاس تدمّر مطاراً للتهريب... ولولا ينتقد الحشد الأميركي
وسط التوتر العسكري مع واشنطن التي حشدت قوات كبيرة في «الكاريبي»، ولوّحت بشن عمليات داخل فنزويلا في إطار الحرب على كارتيلات المخدرات، التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمر الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو بنشر 25 ألف عنصر من القوات المسلحة على الحدود مع كولومبيا، وعلى سواحل «الكاريبي» والمحيط الأطلسي لبلاده، بهدف «حماية السيادة الوطنية وأمن البلاد».
وكتب مادورو في منشور عبر «تلغرام»: «لقد أمرت بنشر 25 ألف رجل وامرأة من قواتنا الوطنية البوليفارية المجيدة لتعزيز مجموعات الاستجابة السريعة التشغيلية التكتيكية في منطقة السلام مع كولومبيا، وعلى الساحل الكاريبي، وعلى الساحل الأطلسي لولايات نويفا إسبارتا وسوكريه ودلتا أماكورو». وأضاف أن «الهدف الرئيسي من هذه التعبئة هو حماية السيادة الوطنية وأمن البلاد والكفاح من أجل السلام».
وكانت الولايات المتحدة أرسلت أسطولا من السفن الى الكاريبي يضم السفينة الهجومية البرمائية «يو إس إس إيو جيما» وأرصفة النقل البرمائية «يو إس إس سان أنطونيو» و»يو إس إس إف تي لودرديل»، كما نشرت حوالي 4500 من مشاة البحرية والبحارة مع الوحدة الاستكشافية البحرية الثانية والعشرين في المنطقة، فيما أمر الرئيس الاميركي بإرسال 10 طائرات مقاتلة من طراز «إف - 35» إلى بورتوريكو، في إطار حربه على كارتيلات المخدرات.
وارتفع منسوب التوتر في الأيام الأخيرة مع إعلان «البنتاغون» أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين حلّقتا، الخميس، فوق سفينة تابعة للبحرية الأميركية، محذّرة كراكاس من أي تصعيد إضافي بعد هذه الخطوة التي وصفها بـ «الاستفزازية للغاية».
وخلال الشهر الجاري، أعلن ترامب أن القوات الأميركية هاجمت في البحر الكاريبي قاربا محمّلا بالمخدرات أبحر من فنزويلا متجها إلى الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتل 11 «إرهابي مخدرات في عصابة تابعة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو»، وفق قوله.
وندد مادورو بالتعزيزات العسكرية الأميركية، معتبرا أنها «أكبر تهديد تشهده القارة خلال الأعوام المئة الماضية». وأعلن استعداد بلاده للكفاح المسلح دفاعا عن أراضيها، وحشد الجيش الفنزويلي الذي يبلغ تعداده 340 ألف عنصر، وجنود الاحتياطي الذين يعتقد أن عددهم يتجاوز 8 ملايين. وقال مادورو لمراسلين أجانب «إذا تعرّضت فنزويلا لهجوم، فستدخل فورا مرحلة الكفاح المسلح».
في الوقت نفسه، أزالت السلطات الفنزويلية ممر هبوط سرّيا في ولاية فالكون الساحلية غربي البلاد، يعتقد أنه «يُستغل بواسطة العصابات العالمية لتهريب المخدرات في توزيع المواد المخدرة»، حسبما أعلن نائب قائد الشرطة الوطنية البوليفارية ميغل دومينغز.
كما أوضحت وزارة الداخلية أن التربة كانت صالحة لهبوط «طائرات خفيفة» وأمكن رصدها خلال «عمليات دورية احترازية».
وتدافع كراكاس عن استراتيجيتها في مكافحة المخدرات، بينما تتهمها الولايات المتحدة بالتستر على كارتيلات تعمل لمصلحة النظام الحاكم وإيران وحزب الله اللبناني.
الى ذلك، انتقد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، أثناء قمّة افتراضية لمجموعة دول بريكس، أمس، الوجود العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي.
وقال لولا، خلال مداخلته عن بُعد في الاجتماع الذي دعت إليه البرازيل «وجود قوات مسلحة لأكبر قوة عظمى في العالم بـ «الكاريبي» يمثّل عامل توتر يتنافى مع الدعوات للسلام في المنطقة».