«بلقيس هذا الزمان»... قراءة جديدة في العلاقات الإنسانية
في إطار فعاليات ملتقى الأربعاء الثقافي، الذي تنظمه نقابة الفنانين والإعلاميين، نظمت أمسية مميزة لمناقشة كتاب «بلقيس هذا الزمان» للكاتبة حوراء دشتي، وقدَّمتها الإعلامية أمل الملا، وسط حضورٍ لافت من المثقفين والمهتمين.
وفي كلمتها، أكدت دشتي أن مؤلَّفها يأتي في زمنٍ تتسارع المفاهيم وتتبدَّل الرؤى، مشددة على أن الكتاب يمثل منارة فكرية تُضيء دروب المعرفة، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم النفس البشرية بكل تعقيداتها.
وأشارت إلى أن «بلقيس هذا الزمان» ليس مجرَّد قراءة عابرة، بل رحلة استكشافية معمَّقة في دهاليز النفس الإنسانية، بما تحمله من انعكاسات على العلاقات المُعاصرة بين المرأة والرجل. وأكدت أنها حرصت على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تتسلل إلى حياتنا اليومية، فجاء الكتاب في سبعة عشر فصلاً متكاملاً.
لفتت إلى أن معظم المشكلات الراهنة تعود إلى هيمنة رأي الآخر على الفرد، مشيرة إلى أن الكتاب يتضمَّن كذلك اكتشافات أنثوية خاصة تُسهم في إعادة بناء الفهم الإنساني على أُسس أعمق وأكثر وعياً.
وقالت دشتي إنها خصَّصت فصلاً كاملاً يطرح سؤالاً جوهرياً: هل المرأة أنثى حقيقية أم زائفة؟ موضحة أنها سعت إلى تفصيل هذا الموضوع بدقة عبر بحثٍ نفسي ومعرفي وسلوكي شامل، مُسلطة الضوء على الخصوصية الأنثوية، ودورها في صياغة علاقات متوازنة مع الذات والمجتمع. كما تناولت أيضاً أثر هرمون الأستروجين في تكوين السلوك والوعي.
ولم تغفل دشتي جانب الرجل في هذا العمل، إذ أفردت له فصلاً خاصاً. أيضاً أدرجت بين ثنايا الكتاب استبياناً تفاعلياً يُتيح للقارئ أن يختبر مفاهيمه وقناعاته حول العلاقات الإنسانية من خلال العلاقة الوالدية.
وفي خاتمة الكتاب، دعت دشتي القرَّاء إلى إهداء الكتاب لشريك الحياة، سواء كان زوجةً، أو زوجاً، باعتباره جسراً يمكن أن يُسهم في تحسين جودة العلاقات الإنسانية، وإعادة بناء المعرفة المشتركة على أُسس سليمة.
وأكدت أن الهدف الأسمى من «بلقيس هذا الزمان»، هو ترسيخ وعيٍ جديد عن كيفية التعامل بين الرجل والمرأة، وإعادة صياغة الكثير من المفاهيم التي ما زالت في أمسّ الحاجة إلى مراجعة وتصحيح.