إسرائيل تضغط لتهجير الفلسطينيين مع اقتراب عمليتها البرية في غزة

• الكويت تدعو لإنهاء الإبادة والعقاب الجماعي
• عبدالعاطي: لن نسمح بـ «هراء نتنياهو»

نشر في 07-09-2025
آخر تحديث 06-09-2025 | 20:37
دخان متصاعد جراء انهيار برج سكني قصفته إسرائيل في غزة أمس الأول (رويترز)
دخان متصاعد جراء انهيار برج سكني قصفته إسرائيل في غزة أمس الأول (رويترز)

غداة تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حربه الكلامية الرامية إلى تهجير الغزيين عبر بوابة رفح المصرية، متهماً القاهرة بـ «سجن» سكان المنطقة الفلسطينية المتاخمة لها ومنعهم من مغادرتها طواعية، دعا جيش الاحتلال سكان مدينة غزة إلى الانتقال جنوباً، مع استعداده لهجوم بري شامل عليها، مما تسبب في موجة نزوح جديدة.

وطالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي كل الموجودين في مدينة غزة، نحو 1.2 مليون نسمة، بـ «اغتنام فرصة مبكرة» ومغادرة المدينة التي توصف بأنها رمز سلطة حركة حماس باتجاه منطقة المواصي الإنسانية التي توجد بها بنى تحتية حيوية جنوب القطاع.

وفي وقت واصل جيش الاحتلال تدمير أبراج غزة الشاهقة بزعم استخدام «حماس» لها بهدف مراقبة القوات الإسرائيلية ونصب أكمنة لها، وجّه أدرعي إنذاراً إلى سكان عدة بلوكات، إضافة إلى «برج الرؤيا» والخيام المجاورة له في شارع جامعة الدول العربية إلى سرعة المغادرة.

وبعد أن دمرت طائرات حربية «برج السوسي» السكني المقابل لمقر الأمم المتحدة بحي تل الهوا، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضربات ستستمر ضمن عملية «عربات جدعون 2».

في المقابل، أفاد المكتب الحكومي بغزة بأن «الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 700 يوم أفرزت دماراً شبه كامل بنسبة 90 في المئة من البنية التحتية، وخسائر أولية تتجاوز 68 مليار دولار مع سيطرة الاحتلال على أكثر من 80 في المئة من مساحة القطاع بالقوة العسكرية والتهجير القسري».

وقال المكتب التابع لسلطة «حماس» إن «الاحتلال ارتكب خلال هذه الفترة مجازر دموية أدت إلى استشهاد وفقدان 73.731 ألفاً، إضافة إلى سياسة التجويع التي تهدد حياة 2.4 مليون نسمة»، في حين أفادت مصادر طبية باستشهاد 68 فلسطينياً بينهم 16 في مدينة غزة بغارات إسرائيلية، إلى جانب تسجيل 6 حالات وفاة نتيجة المجاعة.

في هذه الأثناء، توالت ردود فعل عربية وإسلامية منددة بدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي حيال تهجير الفلسطينيين، إذ أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها لتصريحات رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلية، لما يشكله ذلك من تعدٍّ صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وانتهاك فاضح للقانونين الدولي والإنساني.

وقالت «الخارجية»، في بيان، إن الكويت إذ تؤكد مجدداً رفضها لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني فإنها تدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى العمل لإنهاء الإبادة والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والوقف الفوري لسياسة التجويع وتوسيع المستوطنات التي تمارسها قوات الاحتلال.

وشددت على أن السلام الشامل والعادل في المنطقة لن يتحقق دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه، انتقد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي تصريحات نتنياهو ضمناً، معتبراً أن وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي بـ «الهراء».

وأشار عبد العاطي خلال مؤتمر مع المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليبي لازاريني إلى أن «مسألة التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف. وإذا كانت هناك مجاعة من صنع البشر، فهذا لدفع السكان إلى الخروج من أرضهم، هذا هراء أن نقول إن هناك تهجيراً طوعياً».

وفي الرياض، نددت «الخارجية» السعودية بتصريحات نتنياهو، مؤكدة دعم المملكة الكامل لمصر، في وقت دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لوقف ممارسات الاحتلال العدوانية، معتبراً أن تلك التصريحات تمثل «دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان».

وفي عمّان، شددت الحكومة الأردنية على أن موقف المملكة هو خط من نار في مواجهة التلويح بتهجير الفلسطينيين، وذلك ضمن جبهة عربية واحدة.

في هذه الأثناء، أكد القائد الجديد للقيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) الأدميرال بارد كوبر، في ختام أول زيارة له لتل أبيب أن «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل قوي كالحديد»، غداة كشف الرئيس دونالد ترامب أن واشنطن تجري مفاوضات «معمقة جداً» مع «حماس»، وتحذيره لها من أن «الوضع سيكون صعباً وسيئاً إذا ظلت الحركة تحتجز رهائن إسرائيليين».

في السياق، وافقت الصين على الانضمام إلى «إعلان نيويورك» خلال مؤتمر «حل الدولتين» الذي يُعقَد برئاسة السعودية وفرنسا، في خطوة لاقت إشادة فلسطينية واسعة.

back to top