بالقلم الأحمر: الرفق بالحيوانات في مكتبة الكويت الوطنية
في محاضرةٍ فريدة من نوعها، نظَّمت مكتبة الكويت الوطنية– مشكورة– محاضرةً توعويةً بعنوان «أساليب الرفق والتعامل مع الحيوانات السائبة»، قدَّمتها الأستاذة شيخة السعدون، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، والمديرة العامة لمكتبة الكويت الوطنية سهام العازمي، التي – رغم خوفها من الحيوانات – أكدت أن الرحمة والإنسانية والرفق بالحيوان جزء من الثقافة التي تقع على عاتق المجلس الوطني، وهذا ما أكده كذلك د. محمد الجسار أثناء المحاضرة.
هذه اللفتة الإنسانية تمثل نقلة نوعية في توجه المجلس نحو تقديم محاضرات غير اعتيادية، ضمن فعاليات الكويت عاصمة الثقافة العربية، فهي جزء أصيل من الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية.
تناولت المحاضرة جوانب مهمة في العمل الإنساني وتطويره، إضافة إلى العناية بالحيوانات الأليفة، وطُرق التعامل مع الحيوانات السائبة.
وما لم يكن بالحُسبان، السماح بإحضار كلبين أليفين (إنزو وأثينا) داخل مسرح المكتبة الوطنية، في خطوة أراها انفتاحاً ودعماً غير مسبوق من إدارة المجلس الوطني لإبراز الجانب الإنساني بكُل زواياه.
ورغم ثراء الندوة بالجوانب الإنسانية، فإن ما أثار حفيظتي هو غياب الاهتمام من بعض المسؤولين والجهات الرسمية بهذا الجانب الإنساني والأخلاقي، ومنه عدم التعامل الجدي مع البلاغات ضد مَنْ يُسيئون للحيوانات أو يقتلونها بالسُّم أو سوء التربية والتعذيب. فالأدلة موجودة، لكن البلاغات غالباً تُحفظ من دون معرفة الأسباب الحقيقية، لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قِبل وزارة الداخلية بحق المجرمين.
إن الإجرام لا يقتصر على إيذاء الإنسان، بل يشمل أيضاً الحيوانات، ونأمل أن تكون هذه الندوة بدايةً جديدة لتفعيل القوانين وسنّ تشريعات تحد من ظاهرة تعذيب الحيوانات أو رميها في الشوارع بلا رحمة.
نتمنى أن تحذو بقية الجهات الحكومية حذو مكتبة الكويت الوطنية في نشر التوعية للأجيال الحالية والقادمة، وغرس قِيم الرحمة والوعي الإنساني في الأطفال والكبار، لننعم جميعاً بمجتمعٍ راقٍ، إنسانياً وأخلاقياً.
بالقلم الأحمر:
الرفق بالحيوانات جزء مهم من الثقافة.
