إسعاد المريض
أول العمود:
كُتب نادرة وثمينة يتم بيعها عبر حسابات إلكترونية شخصية، بعضها يحمل أختام مؤسسات الدولة، كالمكتبات... كيف تسرَّبت للأفراد، وباتت مادة للمزادات؟!
***
مَنْ منَّا لم يَزُر مريضاً في مستشفى، ولم تكن له ملاحظات حول البيئة المُحيطة بمتلقي العلاج وبيئة التطبيب؟
أظن أن الحاجة لدراسة مسألة «إسعاد المريض» تتطلَّب تفكيراً جدياً من وزارة الصحة، من خلال إعداد خطة تشاركية تشمل جمعية الهلال الأحمر، والجمعيات الطبية والاجتماعية المعنية.
عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية المُنتشرة في البلاد تحتاج إلى إعادة تفكير في كيفية إحاطة المرضى بأجواء روحانية واجتماعية، بالتعاون مع الطواقم الطبية المساعدة، وتحت إشرافها. فعلى سبيل المثال، يحتاج الأطفال وكبار السن، خصوصاً من الذين يقضون مُمداً طويلة لتلقي العلاج، إلى نظرة مختلفة في التعامل اليومي معهم بخلاف العلاج.
صالات الترفيه، والمناطق الخضراء داخل المستشفيات، وديكورات غُرف العلاج، والموسيقى في بهو المستشفيات والغُرف، وتوفير قنوات تلفزيونية مُحببَّة، وزيارات المتطوعين والاختصاصيين الاجتماعيين لرفع المعنويات، وتقديم بعض الهدايا البسيطة، وتقديم خيارات متنوعة للطعام، وخفت الأضواء في الغُرف وتعطيرها... كُلها أفكار يمكن تنفيذها بسهولة لو تجمَّعت الجهود بين وزارة الصحة والمؤسسات الأخرى الداعمة بالفكر والمال، فلماذا لا يكون هذا البرنامج على رأس أولويات القياديين فيها؟ ولماذا لا نبدأ بجهد استقاء للآراء والرغبات التي يُبديها المرضى لإنضاج هذه البرنامج، كي يطول مرافقيهم، وحتى طاقم التمريض والأطباء؟
نلمس أحياناً أجواء الكآبة التي يعيشها المريض مع مرافقيه، بسبب الملل وقلة الترفيه في المستشفيات. ويزيد الطين بلة نوعية من زوار المرضى الذين يجهلون آداب الزيارة، والدخول في نقاشات لا داعي لها مع المريض.
نختم أنه في عام 2014 عَرَّفَت منظمة الصحة العالمية، الصحة بأنها حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل، ولا تعتبر أنها حالة عدم الإصابة بأي مرض أو عجز.