«قنا ذاكرة الجنوب» تحكي جانباً من تراث عريق بعروض فنية متنوعة
احتفت قاعات المتحف القومي للحضارة بتراث الصعيد الأصيل، من خلال فعالية «قنا ذاكرة الجنوب»، التي جاءت تتويجاً لمبادرة «محافظات مصر»، الهادفة إلى استعادة روائع التراث المصري العريق المتناثر في ربوع البلاد. وامتدت الفعالية على مدار يومين، وشارك فيها نُخبة من الفنانين والحرفيين المبدعين.
تنوَّعت أنشطة الفعالية بين معارض للحرف التقليدية، كنسيج الفركه والفخار والكليم اليدوي، وورش عمل تفاعلية أتاحت للزوار تجربة صناعة هذه المنتجات بأيديهم.
كما شملت الفعالية عرض صور فوتوغرافية لمعالم المحافظة التراثية، وعروضاً للأزياء التقليدية والأكلات الشعبية، تقديراً لأصالة قنا كأحد أهم روافد الهوية الحضارية المصرية.
وعكست الفعالية الاهتمام الكبير بالمبادرة الرامية إلى توثيق التراث المحلي. وفي هذا الإطار أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الطيب عباس، أن هذه الفعالية تمثل حلقة أساسية في سلسلة «محافظات مصر»، لافتاً إلى أن قنا تختزن تراثاً حضارياً غنياً ومتنوعاً يجسِّد أصالة الجنوب، ويستحق كل تقدير، كما أن هذه الأنشطة تُسهم بشكلٍ فاعل في تعزيز الانتماء الوطني ودعم السياحة الداخلية.
وتميَّز برنامج الفعالية بتنوعه الغني، حيث شمل معارض للحرف التقليدية العريقة، مثل: نسيج الفركه، والفخار، والمنتجات الجلدية، والكليم اليدوي، والمشغولات النحاسية والحلي التقليدية، إلى جانب ورش عمل حيَّة تفاعلية حول استخدام نول النسيج ودولاب الفخار، مما منح الزوار تجربة عملية فريدة للتعرف على هذه الحِرف عن قُرب.
كما عرضت مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق المعالم التراثية والتاريخية البارزة في المحافظة، من إبداع المصورين أحمد مصطفى وأحمد سعودي، إضافة إلى عروض أفلام وثائقية تناولت معبد دندرة الفرعوني، ومولد السيد عبدالرحيم القناوي.
ولم تقتصر الفعالية على الجوانب البصرية فحسب، بل شملت أيضاً عروضاً حيَّة للأزياء التقليدية القنائية الأصيلة، وتجربة تذوق تفاعلية للأكلات الشعبية المميزة، مثل «العيش الشمسي»، والعسل الأسود، والفايش، والفطير، والعجمية، التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور. كما قدَّم الفنانون المحليون عروضاً حيَّة للفنون الشعبية، التي تجسِّد روح التراث القنائي، إلى جانب عرض نماذج لأدوات النسج ومكونات الحياة والعمارة التقليدية.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم جميع المشاركين والحرفيين والفنانين، وتوزيع شهادات تقدير عليهم من قِبل المتحف القومي للحضارة المصرية، عِرفاناً بالدور البارز الذي قاموا به في إبراز هوية محافظة قنا الثقافية والتراثية، وتأكيداً على مكانتها كأحد أهم الروافد التي تغذي الحضارة المصرية العريقة.
