سعود السنعوسي ينجز «ليلة إعدام الخياط» بالكوميديا السوداء
• تتناول ثنائية القوة والعدالة في فضاء مسرحي متخم بالقوانين
صدرت عن منشورات «مولاف» ودار كلمات مسرحية «ليلة إعدام الخياط» للروائي سعود السنعوسي، وهي تجربته الثالثة في الكتابة المسرحية بعد مسرحية «مذكرات بحار» المستوحاة من ديوان الشاعر محمد الفايز، ومسرحية «نيو جبلة»، اللتين عُرضتا على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عام 2019.
العمل الأول
تعتبر «ليلة إعدام الخياط» العمل المسرحي الأول مطبوعا في كتاب للسنعوسي، وباللغة العربية الفصحى بخلاف تجربتيه المسرحيتين السابقتين اللتين كتبهما باللهجة المحكية.
سعود السنعوسي: اخترت المسرح هذه المرة كأنسب الأشكال خدمةً للفكرة والموضوع والشخصيات
وتتخذ المسرحية طابع الكوميديا السوداء، في زمن غابر يتسم بالفوضى وجغرافيا غير محددة الملامح، وتحمل أجواء رمزية تتناول ثنائية القوة والعدالة في فضاء مسرحي متخم بالقوانين والفرمانات المتعارضة، حيث يتحول الخياط المتمرد إلى رمز للإنسان البسيط المهدد بالانكسار دونما ذنب أمام المنظومة العامة في ظل ضبابية الفرمانات وقصورها بتطبيق العدالة.
الفرد والمجتمع
وبهذا العمل، يواصل السنعوسي - الحائز جائزة البوكر العربية - مشروعه الأدبي في استكشاف علاقة الفرد بالنظام العام والمجتمع، لكن عبر نص مسرحي هذه المرة، بعد أن عُرف بأعماله الروائية، مثل «ساق البامبو» و«فئران أمي حصة» وثلاثية «أسفار مدينة الطين».
الشكل الإبداعي المناسب
وعن العمل الجديد، قال السنعوسي لـ «الجريدة»، إنه أحب المسرح حضورا وقراءة، وبعض الأفكار القصصية تختار شكلها الإبداعي الذي تظهر بواسطته، سواء الشكل الروائي أو المسرحي أو السينمائي أو حتى الشعري، لهذا اختار المسرح هذه المرة كأنسب الأشكال خدمة لفكرته، ومنفذا لشخصيات العمل وموضوعه، رغم تردده بفكرة النشر بعدما أنجز كتابة مسرحيتين باللغة الفصحى قبل 4 سنوات.
وأضاف: «ليس من السهل تنفيذ النص على خشبة المسرح لعدة أسباب، منها الموضوع الذي لا يتحمس له المنتجون عادة، واللغة العربية الفصحى التي ليس لها حضور خارج المهرجانات المسرحية الأكاديمية، وبسبب طابع البطولة الجماعي وهو ما لا يفضله منتجو المسرح التجاري في الغالب بسبب تفضيلهم للنصوص ذات بطولة النجم الواحد».
ولهذه الأسباب احتفظ السنعوسي بالنصين منذ 2020 قبل اتخاذ قرار إصدار أحدهما منشورا في كتاب كتجربة نشر أولى في مجال المسرح.
هوية بصرية موحدة
ومواصلة لتوأمة أعمال السنعوسي بالفن التشكيلي، تصدت الفنانة مشاعل الفيصل لرسم لوحة غلاف المسرحية للمرة الثامنة استمرارا لتعاونها المشترك منذ 2015، وهو ما ميز أعمال السنعوسي بهوية بصرية موحدة من أعمال الفيصل في معظم إصداراته.