تيمور جنبلاط... الزعامة التي تسكُن القلوب

نشر في 05-09-2025
آخر تحديث 04-09-2025 | 18:05
 رويد بوناصر الدين

في قلب المختارة، عاصمة التاريخ والزعامة، حيث يلتقي الحاضر بالماضي، وتطل روح كمال جنبلاط وفلسفته متحدة مع مسيرة وليد جنبلاط وحكمته، يبرز تيمور جنبلاط بأناقته اللافتة ليكتمل المشهد. وكأننا أمام فصل جديد في كتاب الزعامة اللبنانية. ليس مجرد اسم أو امتداد لعائلة عريقة، بل شخصية تتقدم بهدوء واثق، تعيد إلى الزعامة معناها الأصيل البعيد عن الصخب والادعاء.

من يتأمل حضور تيمور جنبلاط، يدرك أننا أمام زعامة هادئة، راسخة، غنية بإرثها الفكري. تسلك طريقها بلا ضجيج، لكنها تترك في النفوس أثرا عميقا. زعامة تولد من ابتسامة حقيقية، ومن مصافحة صادقة، ومن شعور بأن السياسة ليست لعبة مصالح ضيقة، بل التزام بقضية، ووفاء لمسار، وانفتاح على المستقبل.

تيمور جنبلاط هو الامتداد الطبيعي لمسيرة تاريخية، لكنه في الوقت عينه بداية جديدة لشباب يقتحمون المستقبل بوعي وانفتاح، ويكتبون صفحة واعدة في كتاب الزعامة. يحمل إرث كمال جنبلاط وفكر وليد جنبلاط، وينعكس ذلك في نظراته وحركاته. غير أنه لا يكتفي بالموروث، بل يضيف إليه طابعه الخاص. يأخذ من الشباب اندفاعه، ومن التجربة عمقها، ومن التواضع سحره. من يجالسه يلمس سريعا ابتسامته المشرقة وهدوء حضوره. يشعر بالراحة أمامه، لأنه يمازح برقّة، ويصغي بإنصات نادر، يعد فيلتزم، ويهتم فَيَفي. وفي كل ذلك يثبت أن القيادة لا تقاس برفع الصوت ولا بخطبات منبرية تثير الغرائز التعصبية. القيادة الحقّة هي التي تُبنى بالثقة، وتُحفظ بالمحبة، وتُكرّس بخدمة الناس.

يملك تيمور ذكاء لامعا ولمحة سريعة الالتقاط، يجمع في شخصيته بين رصانة القيادة واندفاع الطموح، بين اللطف في المزاح والجدية في المواقف، بين الثبات على النهج والانفتاح على المستقبل. هكذا تبدو زعامته كأنها تتسلل إلى القلوب وتسكن فيها بلا تكلف.

ومع تيمور، تبقى المختارة كما كانت دائما: بيت الناس وملاذهم. تختزن في جدرانها أسرار التاريخ، وتطل عبر شبابها إلى الغد. ولعل أجمل ما يمكن أن يقال: إنني حين التقيت تيمور جنبلاط، أيقنت أن الانطباع لا يخطئ. ومعه تتجدد الطمأنينة بأن هذا البيت سيظل عنوانا للثبات والتجدد معا. إننا أمام زعامة وُلدت من الناس، وعاشت لهم، وستبقى في قلوبهم ما دام في المختارة نبض حياة.

back to top