مرآة تهتف بالأسوأ!

نشر في 05-09-2025
آخر تحديث 04-09-2025 | 17:02
الكوكب يضيق أكثر فأكثر، ومساحة المستحيل تكبُر وتتفاقم، مقابل رذاذ أمل يتقاطر من غيمة جريحة.
 محمد راشد

بين خطوط الزمن العريضة، ولحظات السكون الطويلة والمخيفة، اختبارات الحياة باتت صعبة للغاية... وخياراتنا المتوفرة أمرُّ وأصعب!

الكوكب يضيق أكثر فأكثر، زحمة الأفكار، ربكة الأنفاس، وتناهيد الندم التي لا تريد أن تنتهي، أمور لم تترك مجالاً للاختيار، أو التفكير في البدائل، فمساحة المستحيل تكبُر وتتفاقم، مقابل رذاذ أمل يتقاطر من غيمة جريحة.

سرد يتلعثم في حروف التجربة التي جذبت معها كل الآهات، وألقتها في أحضان خواطر تنتظر أهلها في خاتمة مسار لا يسلكه غير الصابرين. فهم قلّة، لأنهم يدركون صعوبة الموقف، وشدة الأمواج المتلاطمة على شواطئ الغربة.

مواجهات غير متكافئة، وأخرى تستحق المغامرة، وأقساها التي تتطلب الانسحاب لاعتبارات عديدة، هي ليست منافسات، أو نزاعات، أو خصومة، بل تمثّل جميعها فرصا للانتباه، لليقظة، والجهاد ضد النفس الأمّارة بالسوء، التي تسكن أحشاءنا وأرواحنا أحيانا كثيرة، فمن يستطيع إعادة الذات إلى رشدها وصوابها، في ظل كل المنعطفات الدنيوية الوعرة؟!

أرض تنادي بكل حب ومودة، قلوب حانية تتأمل المسير، بينما يلفّ الجفاء أرجاء المعمورة، تغلفه تفاصيل مرآة لا تعكس سوى الكراهية، وانتظار الوقوع، وشعارات ناصعة البياض، لكنها تهتف بالأسوأ!

أكفّ تطرقُ أبواب فصل مختلف من الرحلة الغامضة، تمرّ الأيام كوميض برق في جوف السماء، يصعب معها العدّ والإحصاء، ولا تسمح لنفسها بالمزيد من الشقاء، فالأحلام منهكة وثقيلة، كلما اقتربت خطواتها من الوصول، أربكتها الخيوط المسمومة.

أرصفة محطمة، وخطوط تنسج بخيالها لوحة المجهول، تحدد ملامح تحدٍّ مغاير، أو سفر جديد، وأمتعة تنشد قصائد وأشعارا، على أكتاف ذلك المتشح بمدامع الشوق والحنين لبقايا دار لم تبتسم يوما، منذ فارقتها أنفاس تظلل نوافذها، وعيون تحرس جدرانها!

back to top