
خلال أيام تعود الحياة مجدداً إلى مجراها في الموسم الدراسي الذي سينطلق خلال الأيام القليلة القادمة في مختلف المراحل الدراسية والكليات والجامعات، بعد الإجازة الصيفية. وما إن ينطلق قطار العام الدراسي حتى تبدأ عجلة الدوران مجدداً، لتضخ الدماء في بلورة العملية التعليمية التي من المتوقع أن تكون أكثر تطوراً بعد إعادة صياغة العديد من الأمور التي تصب في مصلحة تطوير التعليم عبر مختلف مساراته التي تستهدف عقول الطلبة لإيصال المعلومات بسلاسة ويسر للوصول إلى مخرجات تعليمية ناجحة. وخلال المرحلة المقبلة فإن المسؤولية ستكون مشتركة بين الهيئة الإشرافية وأعضاء الهيئة التعليمية في مختلف المناطق، لأن هناك من يراقب ويدقق ويتابع ويوجه، وآخر يوصل الرسالة التعليمية في إطارها الصحيح دون أي إهمال في المسؤوليات المناطة بالمعلمين الذين يحملون أمانة إيصال الرسالة بصورة متكاملة دون أي تهاون أو إهمال، وهذا لن يتحقق ما لم تكن هناك مشاركة من المسؤولين في الإدارات المدرسية الذين يفترض أن يمارسوا مسؤولياتهم دون مجاملة أو محاباة حتى لا يروح الطلبة ضحية أي إهمال تعليمي، وذلك لن يتحقق إلا عبر متابعة دقيقة وحثيثة، وهذا الأمر لا يدخل في عملية التشكيك بالنوايا، بل بهدف المتابعة والرقابة حتى يضع المهملون في حساباتهم أن هناك إجراءات صارمة ستُّتخذ بحقهم عند أي تخاذل أو تهاون. ذلك، فضلاً عن الدور الأسري في المتابعة المستمرة لأداء أبنائهم وتحفيزهم ودعمهم وإشعارهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم من خلال تعليمهم بالطريق الصحيح، وأنهم هم عماد المستقبل والركيزة الأساسية في حمل الأمانة في المستقبل ممن سبقوهم، وكل ذلك من أجل هذا الوطن الجميل الذي يستحق منا الكثير وينتظر منا الكثير، لأننا مهما عملنا وسنعمل فلن نوفيه حقه. وهذا الأمر ينطبق تماماً أيضا على أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة والكليات والمعاهد التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الذين ستكون مسؤوليتهم مضاعفة في تعليم الأجيال التي يكون الفاصل بينها وبين تحمل المسؤوليات الوظيفية سنوات قليلة، خاصة أن هناك بعض الطلبة يحتاجون إلى عملية الانضباط بصورة أفضل وإعادة تعديل سلوكهم الذي يشهد انحرافاً تجاه العملية التعليمية، نظراً لتصرفاتهم التي تكون خارج المسار الصحيح، لأن هناك من يعتقد أنه أصبح في عمر متقدم يمنع الآخرين من محاسبته عند ارتكابه أي خطأ خلال دراسته، رغم أن ذلك يصب في مصلحته.