أعمال الردع العسكري الأميركي

نشر في 03-09-2025
آخر تحديث 02-09-2025 | 19:10
 وول ستريت جورنال لقد سمعتم عن التحديات: صاروخ اعتراضي يكلف مليونَي دولار لإسقاط طائرة بدون طيار ثمنها ألفا دولار، أو استهلاك أوكرانيا لقذائف أكثر مما تنتجه الولايات المتحدة في عامٍ كامل، أو نفاد صواريخ مضادة للسفن خلال أيام معدودة في أي حرب محتملة على تايوان، فيما حوض بناء سفن صيني ينتج سنوياً أكثر مما أنتجته أميركا منذ الحرب العالمية الثانية.

أنا شيم سانكار، الموظف الثالث عشر في شركة بالانتير ومقدِّم احتياطي في الجيش الأميركي ضمن وحدة الابتكار التنفيذي. على مدى السنوات الثلاث الماضية، ضخ المستثمرون 120 مليار دولار في قطاع الدفاع، وشركات وادي السيليكون تجاوزت مقاومتها التقليدية للجيش الأميركي: أندوريل للروبوتات الحربية، شيلد AI لدعم القرارات الجوية، وسارونيك للتقنيات البحرية.

المشكلة بدأت منذ الحرب الباردة: قطاع الدفاع أصبح معزولاً عن الاقتصاد المدني المبتكر. في الثمانينيات، 6 في المئة فقط من ميزانية الشراء كانت للشركات الحصرية للبنتاغون، أما اليوم فالنسبة 86 في المئة. الشركات الكبرى توقفت عن تصنيع الأسلحة، وفقدنا المهندسين المبدعين الذين يستطيعون تحدي الأنظمة التقليدية.

تاريخياً، أفراد مثل كيلي جونسون في لوكهيد والأدميرال ريكوفر جسَّدوا الابتكار الأميركي، فيما برامج مثل F-35 وُلدت بالكامل داخل بيروقراطية البنتاغون، ببطء ومن دون روح مؤسس. في المقابل، الصين تعتمد على قاعدة صناعية ضخمة، مبتكرة وسريعة، مما يجعلها خصماً حقيقياً، وأميركا في موقفٍ ضعيف.



الخبر الجيد: يمكن إصلاح الوضع. «بالانتير» أثبتت أن العمل المباشر مع الوحدات الميدانية والاعتماد على الابتكار المدني يسمحان بتطوير أسلحة وبرمجيات أسرع وأكثر فاعلية. إعادة بناء الردع تتطلَّب الاستثمار في مصانع الأسلحة المتخصصة، وتشجيع مرافق مزدوجة الاستخدام بين المدني والعسكري.

التركيز على حرمان الصين من رقائق نفيديا ليس الحل الأمثل. الأفضل أن نعمل من نقاط ضعفنا، مثل الصفقة بين أبل وMP Materials لتقليل الاعتماد على المغناطيسات الأرضية النادرة، وهي عناصر أساسية في الأجهزة العسكرية والمدنية.

السؤال الحاسم: ماذا لو أدركت العائلات الأميركية أن الأدوية الأساسية أو أسلحة الدفاع قد تنفد في زمن الحرب؟ الرسالة واضحة: إذا لم نستعد صناعياً وتكنولوجياً، فإن الردع الأميركي يُصبح بلا جدوى. علينا استعادة قوتنا عبر الابتكار، وربط الجيش بالاقتصاد المدني، قبل أن يفرض الخصم الصيني شروطه علينا.

أنا مؤمن بإعادة التصنيع إلى أقصى حد. الردع يبدأ من هنا، والوقت لا ينتظر.

* هولمان دبليو. جينكينز الابن وول ستريت جورنال

back to top