جود لو: لم أخشَ «عواقب» أدائي دور بوتين في «ساحر الكرملين»
• الصحافي الاستقصائي سيمور هيرش محور فيلم ضمن مهرجان فينيسيا
أكد الممثل البريطاني جود لو أنه لم يخشَ «عواقب» تولي دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فيلم «ساحر الكرملين»، المعروض ضمن مهرجان فينيسيا السينمائي.
وقال النجم البريطاني، البالغ 52 عاما، في مؤتمر صحافي عن الفيلم قبيل عرضه، «لم أخَف من العواقب. كنت مطمئنا إلى أنني بين يدَي (المخرج) أوليفييه (أساياس)، وكان السيناريو قصةً ستُروى بذكاء ودقة»، وأوضح أن الأمر لم يكن «سعيا إلى الجدل لمجرد الجدل».
وهذه المرة الأولى التي يجسد فيها ممثل بهذا المستوى شخصية رجل الكرملين القوي على الشاشة. ويضع جود لو شعرا مستعارا من أجل دوره، ويعتمد تعابير وجه سيد الكرملين، وتدرب على رياضة الجودو، وقال مازحا: «مذهل ما يمكنك فعله بشعر مستعار جيد».
أوليفييه أساياس أراد اختيار ممثل يتمتع بالقوة والذكاء والموهبة من دون أن يشبه بوتين
حياة فلاديمير بوتين
وروى أنه لم يكن يعرف في البداية الكثير عن حياة فلاديمير بوتين وشخصيته، واعتمد على الصور ومقاطع الفيديو الكثيرة المتداولة له، وأضاف أن «الأمر يصبح أشبه بهوس» في مرحلة ما، إذ يسعى الممثل باستمرار إلى «مواد أحدث».
أما أساياس فشاءَ إسناد الدور إلى ممثل يتمتع «بالقوة والذكاء والموهبة اللازمة لتجسيد الشخصية من دون أن يشبه فلاديمير بوتين».
التحولات السياسية
وأوضح المخرج الفرنسي أن «ساحر الكرملين» فيلم يتناول «تحولات السياسة».
ويتتبع الفيلم، الناطق بالإنكليزية والمقتبس من رواية جوليانو دا إمبولي، التي حققت مبيعات عالية، مسيرة فاديم بارانوف (يجسده بول دانو)، مستشار فلاديمير بوتين الغامض، والمستوحى إلى حد كبير من فلاديسلاف سوركوف، مؤسس حزب روسيا المتحدة الرئاسي.
«Cover-Up» يرصد نصف قرن من إساءة استخدام السلطة في الولايات المتحدة
سحر شخصية هيرش
من جانب آخر، يشكل سيمور هيرش، أحد أكثر الصحافيين الأميركيين تأثيرا في الأعوام الستين الأخيرة، محور فيلم وثائقي يستكشف إنجازاته وأخطاءه، عُرض خارج المسابقة الرسمية ضمن الدورة الثانية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي.
ويعكس فيلم «Cover-Up»، الذي شاركت في إخراجه لورا بويتراس، الحائزة جائزة الأسد الذهبي لعام 2022 عن فيلمها الوثائقي عن أزمة المواد الأفيونية، سحر شخصية هيرش البالغ 88 عاما، وفي الوقت نفسه طبعه الانفعالي.
ويتناول المراسل السابق لوكالة أسوشيتد برس وصحيفة نيويورك تايمز ومجلة ذي نيويوركر في هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته نحو ساعتين، تقاريره عن الفظائع التي ارتكبها الجيش الأميركي في فيتنام، والانتهاكات التي حصلت في سجن أبوغريب بالعراق عام 2004.
إساءة استخدام السلطة
ويستشف من الفيلم أن شيئا من الغطرسة جعله شخصية مثيرة للجدل بين زملائه، وربما كان مصدر بعض الأخطاء التي شوهت سمعته في الآونة الأخيرة.
وقالت لورا بويتراس، التي كانت تطمح منذ عشرين عاما لإنتاج فيلم عن سيمور هيرش، إن قصة الصحافي الشهير توفّر «لمحة تاريخية عن نصف قرن من إساءة استخدام السلطة في الولايات المتحدة».
ويواصل الصحافي الاستقصائي عمله حتى اليوم، وينقل جزءا كبيرا من أعماله إلى موقع التدوين الإلكتروني «سابستاك» Substack. إلا أن وسائل الإعلام تجاهلت مثلا سبقا صحافيا حققه أخيرا، وهو قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قصف المنشآت النووية الإيرانية في 22 يونيو، مما يعكس فقدانه مصداقيته.
ويتطرق الفيلم بإيجاز إلى مقالاته التي ألقت بظلال من الشك على استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وتأكيداته مسؤولية الولايات المتحدة عن انفجار خط أنابيب الغاز الروسي «نورد ستريم 2» عام 2022. وقد دحضت تحقيقات الأمم المتحدة، إضافة إلى أخرى إعلامية، كلا الادعاءين.
ويعترف سيمور هيرش بارتكاب أخطاء، لكنه يدافع عن استخدامه مصادر من دون الإفصاح عن هويتها، ومصادر وحيدة، ويركز راهنا على مراقبة أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: «هذا رجل يريد البقاء هنا مدى الحياة... أعتقد أنها مهمته الوحيدة. لا يريد انتخابات جديدة. ليس لدي إمكانية الوصول إليه، لكنني أعمل على ذلك».