الأيادي الخشنة
أول العمود:
العام الدراسي الجديد على الأبواب. نأمل أن يكون الحديث عن المناهج الدراسية الجديدة، لا أعطال التكييف وبرَّادات المياه.
***
منذ بدء إنتاج النفط بكميات تجارية مطلع الخمسينيات حتى يومنا هذا، مَرَّ على أرض الكويت وأقام فيها ملايين العمَّال، الذين نعتبرهم شركاء في بناء الوطن، الذي وفَّر لهم حياةً كريمة، وقد لا تمرُّ لحظة إلا ونرى دور العمَّال في تسيير وتسهيل حياتنا اليومية.
أثناء قيادة سيارتي «المكيفة» يتكرَّر منظر سائد – يراه معي كثيرون - قبل بدء موسم الأمطار في منطقة سكني وكل مناطق الكويت، عُمال يهبطون في مناهيل الشوارع العميقة، يلتقطون منها المخلفات الصلبة، وينظفونها، استعداداً لموسم الأمطار، ومنعاً لغرق الشوارع، وضماناً لتصرف مياه نظيفة للبحر، وآخرون يعملون في محطات توليد الكهرباء وتكرير البترول والموانئ ومحطات غسل السيارات، وآلاف من عمَّال النظافة الذين يعملون بعد منتصف الليل لجمع مخلفات البيوت، وغيرهم الكثير في مهنٍ شاقة.
هؤلاء يجب عدم إبعادهم عن الضوء، وذِكرهم في الإعلام وبمناهج التعليم ضروري، لكونهم شركاء في الحياة اليومية، فهم يقومون بأعمال لا نستطيع، لظروف مختلفة، القيام بها، وعلى الجهات المعنية، وعلى رأسها هيئة القوى العاملة والاتحاد العام لعمال الكويت، دور مرجوّ لوضع برامج دمج واحتضان لهذا الكم من العمالة، من خلال تكريم عددٍ منهم، كل في قطاعه، وبشكلٍ سنوي، وتوفير الترفيه لهم، من خلال النوادي، وتشجيع ورعاية بعض الرياضات التي يمارسها بعض الجاليات، خصوصاً لعبة الكريكيت، حيث نرصد لعبها في ساعات مبكرة من الصباح في أيام عطلة نهاية الأسبوع.
هؤلاء – أصحاب الأيادي الخشنة – يعملون بِجَلَدٍ يومياً من أجل لقمة العيش، يعودون لسكنهم، ليباغتهم النوم بعد ساعات عملٍ شاقة، ولولاهم لما استقامت الحياة واستمرت بالشكل الذي نراه مع إشراق الشمس كل صباح.