إسرائيل تتعمق في غزة وتخطو لضَمّ «الضفة»
• غارات إسرائيلية على صنعاء تستهدف قيادات سياسية حوثية
بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية لمناقشة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال وجوده في قطاع غزة، أن قواته تركز عملياتها الانتقامية بمدينة غزة، مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه، في ظل انسداد مسار التوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق المحتجزين الإسرائيليين وفقا لشروط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تجاهل آخر مقترح طرحه الوسطاء، مصر وقطر، ووافقت عليه «حماس».
وقال زامير في تصريحات أمس: «تعميق العمليات في مدينة غزة هو الجهد الأساسي في هذه المرحلة، ونحن نركز على ذلك الآن، ونواصل خطواتنا العملياتية في الميدان. ملتزمون بإعادة المختطفين وحسم المعركة مع حماس، وضمان عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر».
وتحدث زامير عن قوات الاحتياطي، بعد استدعاء عشرات الآلاف من الجنود، تمهيداً لاحتلال مدينة غزة. ووسط خلافات إسرائيلية داخلية بشأن رفض تجنيد اليهود المتدينين لأداء الخدمة العسكرية، وعد زامير بالتخفيف عن جنود الاحتياطي، لكنّه شدد على أن «أمن إسرائيل يتطلب مشاركة كاملة من كل شرائح الشعب».
في موازاة ذلك، أعلن الجيش أنه دمّر عدة مسارات تحت الأرض لـ «حماس» في جباليا بشمال القطاع، مشيراً إلى أنه اعترض طائرتين مسيّرتين أطلقهما الحوثيون قرب غلاف غزة.
تدمير وتهجير
وجاء ذلك في وقت ينفّذ الجيش الإسرائيلي، في إطار استعداداته لتصعيد العدوان وشن عملية تهدف إلى احتلال مدينة غزة، حملة لإخلاء المدينة والمناطق الشمالية، تشمل توجيه المدنيين نحو 19 منطقة جنوبي القطاع ووسطه، رغم أنه يهاجم بعضها بنفسه ويصنّفها كمناطق قتال غير آمنة ومحظورة على السكان.
وأمس، أكد مكتب «حماس» أن الجيش الإسرائيلي يروّج أكاذيب وخرائط مضللة، حول وجود مساحات فارغة جنوب القطاع، بهدف التغطية على تهجير سكان مدينة غزة قسرياً وافتعال أزمة إنسانية جديدة.
وشدد على أن «هذه المزاعم تأتي ضمن حملة دعائية تستهدف كسر صمود شعبنا الفلسطيني في غزة والشمال».
وأتى ذلك فيما كشف متحدث الدفاع المدني، محمود بصل، بأن جنوب حي الزيتون الواقع على مشارف غزة سُوّي بالأرض، ونزح 80 بالمئة من سكانه، وأشار إلى تعرّض منطقة جباليا لغارات وقصف متواصل، وتفجيرات بالروبوتات، وسط نزوح جديد.
وأوضح بصل أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الحفارات والآليات الثقيلة إلى جانب الروبوتات المفخخة بمعدل 7 عمليات تفجير يومياً، إضافة إلى طائرات مسيّرة من نوع كواد «كابتر» تلقي متفجّرات على أسطح المنازل، مما ضاعف من حجم الدمار.
وبينما أفادت السلطات الصحية بسقوط 52 قتيلا جراء الاعتداءات الإسرائيلية على عموم مناطق القطاع، أعلنت مصادر طبية، وفاة 4 أشخاص بينهم طفلان نتيجة المجاعة، فيما حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من أن المساعدات الغذائية الإضافية لا تزال غير كافية بالمرّة لمنع تفشي المجاعة.
إضعاف وضمّ
على جبهة أخرى، حذّر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، من أن الاقتحامات الإسرائيلية التي تكثفت أخيراً بمناطق سيطرة السلطة في الضفة الغربية بهدف إضعافها «لن تجلب الأمن لأحد»، فيما هاجمت القوات الإسرائيلية 6 مدارس في مدينة الخليل، واعتقلت عدداً من المعلمين.
في غضون ذلك، كشف تقرير عبري عن عقد رئيس الوزراء اجتماعاً «غير مسبوق» مع «الكابينيت» لمناقشة خطوات عملية للبدء في تنفيذ مخطط ضم الضفة.
وأفادت المعلومات بأن «نتنياهو حدد خلال الاجتماع الخطوات العملية للضم»، فيما ثارت تساؤلات بشأن أي جزء ستفرض إسرائيل سيادتها عليه.
ووسط توتر حاد بين باريس وتل أبيب التي تترقّب قيادة فرنسا والسعودية لمؤتمر «حل الدولتين» بالأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، كشف مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، عوفر برونشتاين، أن باريس تعتزم افتتاح سفارة لها في فلسطين بعد اعترافها المرتقب بها الشهر المقبل كدولة.
ووفق التقدير الإسرائيلي، فإن خطوة دبلوماسية مهمة كهذه ترسّخ اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية، ومن المرجح أن يكون مقرها في رام الله، مقر السلطة التي يترأسها محمود عباس، حتى اكتمال إعلان الدولة الفلسطينية.
رسالة وإصرار
على الصعيد الدولي، كشفت «رويترز» عن توجيه 500 موظف في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، رسالة له طلبوا منه فيها وصف حرب غزة صراحة بأنها «إبادة جماعية» تحدث حالياً.
وأشار الموظفون إلى ما ينظر إليه على أنه إخفاق للهيئة الدولية من الناحية الأخلاقية، لأنها لم تبذل ما يكفي من الجهود لوقف الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد عبدالرحمن، خلال مؤتمر مشترك في القاهرة مع وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، على أن بلده ومصر مصممتان على الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وأعرب عبدالرحمن عن أسفه لأن جهود وقف الحرب قوبلت بمزيد من التجاهل، في ظل عدم وجود أي تحرّك من قبل المجتمع الدولي لوقف ما يجري.
بدوره، جدد عبدالعاطي موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين وتجويعهم، رغم التعنت الإسرائيلي، مشيرا إلى مواصلة الجهود المصرية والقطرية بالتعاون مع الولايات المتحدة للضغط من أجل التوصل إلى صفقة.
وجاء ذلك غداة اجتماع استمر 90 دقيقة في البيت الأبيض لمناقشة مستقبل غزة بعد الحرب، وطرح خلاله جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير رؤية بشأن كيفية إدارة القطاع دون سيطرة «حماس».
إلى ذلك، شنت مقاتلات إسرائيلية نحو 10 غارات على العاصمة اليمنية صنعاء، هي الثانية في غضون اسبوع. وأفادت تقارير عبرية بأن الضربات استهدفت قيادات سياسية في جماعة «أنصار الله» الحوثية. وبحسب معلومات أولية، استهدفت بعض الضربات مجمع الرئاسة ومعسكر الأمن المركزي، وتزامنت مع كلمة لزعيم الجماعة، المدعومة من إيران عبدالملك الحوثي.
وفي وقت سابق، أفيد عن انطلاق مسيرة من اليمن باتجاه إسرائيل. وكانت تل أبيب هاجمت العاصمة اليمنية بعنف قبل أيام، بعد سقوط صاروخ يحمل رأساً عنقودياً، أطلقه الحوثيون باتجاهها.