روسيا تفاوض بالدم والنار في أوكرانيا
• تنديد أوروبي بـ «تخريب السلام» بعد شن موسكو ثاني أكبر هجوم جوي منذ الغزو
قتل 14 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال في هجوم جوي روسي واسع على أوكرانيا ليل الأربعاء - الخميس، بحسب السلطات الأوكرانية، فيما اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو تفضّل الصواريخ على التفاوض لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 589 مسيّرة و31 صاروخاً، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وأفادت باعتراض 563 طائرة و26 صاروخاً.
واستهدفت الهجمات الروسية وسط كييف، في واحدة من المرات القليلة التي وصلت فيها الهجمات الروسية إلى قلب العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الشامل.
وقالت الإدارة العسكرية لكييف، إن الهجوم الذي استخدمت خلاله مسيّرات وصواريخ فرط صوتية وبالستية وكروز، أصاب أكثر من 20 موقعاً في العاصمة.
وأشارت إلى أن الهجوم أدى الى تضرر العديد من المباني السكنية، وتسبب بانهيار مبنى من خمس طبقات واحتجاز بعض الأشخاص تحت أنقاضه. كما تضررت روضة للأطفال ومركز تجاري في وسط العاصمة، بينما دمرت عشرات السيارات.
وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن «هجوم روسي ضخم» تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات.
مقتل 14 أوكرانياً بينهم 3 أطفال وتضرر مبنى الاتحاد الأوروبي والمركز الثقافي البريطاني
كما تضرر مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف جراء الهجوم، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنتونيو كوستا، الذي ندد بـ «ليلة جديدة من الهجومات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا»، مبدياً تعاطفه مع «الضحايا الأوكرانيين وأيضاً أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة».
وشدد كوستا على أن التكتل «لن يخضع للترهيب. العدوان الروسي لن يؤدي سوى لزيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها».
وقال الرئيس زيلينسكي، في منشور عبر منصة إكس، بعد الهجوم، إن «روسيا تختار الصواريخ البالستية بدلاً من طاولة المفاوضات. نتوقع رداً من جميع من دعوا إلى السلام في العالم، لكنهم الآن يلتزمون الصمت بدلاً من اتخاذ مواقف مبدئية».
وعلّق كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، بالقول على منصات التواصل «هذا كل ما يجب أن تعرفونه بشأن الدولة الإرهابية، (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، والرغبة بالسلام».
في المقابل، زعمت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنها استهدفت منشآت للصناعات العسكرية وقواعد جوية في الهجوم. وذكرت في بيان أنها شنت «ضربة مكثفة» على أوكرانيا باستخدام صواريخ كينجال فرط صوتية وطائرات مسيّرة وصواريخ عالية الدقة تطلق من الجو. وقالت إنها أصابت كل أهدافها المحددة.
وأعلنت أنها اعترضت 102 مسيّرة أوكرانية خلال ليل الاربعاء ـ الخميس، معظمها في جنوب غرب البلاد. وذكر مسؤولون محليون أن هجوماً بطائرات مسيّرة أسفر عن اندلاع حريق بمصفاة أفيبسكي النفطية في منطقة كراسنودار، فيما تم الإبلاغ عن حريق ثانٍ في مصفاة نوفوكويبيشيفسك بمنطقة سامارا.
وشنّت طائرات مسيرة أوكرانية، خلال الأسابيع الأخيرة، هجمات بشكل متكرر استهدفت مصافي النفط وغيرها من البنى التحتية النفطية، في محاولة لإضعاف الاقتصاد الحربي الروسي، مما أسفر عن نفاد الوقود من المحطات في بعض المناطق الروسية وارتفاع الأسعار.
وقال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف، إن بلاده لا تزال «مهتمة» بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا.
وأوضح أن «القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها... تواصل ضرب الأهداف العسكرية. في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية».
وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء الضربات الروسية.
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فوندرلاين، أن الضربات الروسية تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن «ترهيب» أوكرانيا.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ «الترهيب والهمجية» اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا. وكتب على منصة إكس «629 صاروخا وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا، هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية»، مندداً بـ «أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ».
واتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «تخريب الآمال بتحقيق السلام». وقال إن «بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويخرّب الآمال بتحقيق السلام. يجب أن يتوقف حمام الدم هذا»، مؤكداً أن الضربات أدت كذلك الى «تضرر» مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة.