لبنان: نواب يشتكون قاسم للقضاء... وزيارة «مبتورة» لبراك إلى الجنوب

• بري يتهم واشنطن بالتراجع عن الوعود
• السيسي: ندعم بسط الدولة سلطتها

نشر في 27-08-2025 | 14:14
آخر تحديث 28-08-2025 | 20:49
الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم
الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم

في خطوة تُظهر مستوى الانقسام الداخلي في لبنان، وتراجع نفوذ حزب الله بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، تقدم عدد من النواب اللبنانيين والشخصيات السياسية بشكوى جزائية ضد الأمين العام لحزب الله​ نعيم قاسم.

وتقدّم كل من النواب إلياس الخوري وأشرف ريفي وكميل شمعون وجورج عقيص والنائب السابق إدي أبي اللمع ورئيس حركة التغيير، المحامي إيلي محفوض، إلى المدعي العام التمييزي، القاضي جمال الحجار، بقصر العدل في بيروت، بشكوى جزائية سُجلت في قلم النيابة العامة التمييزية بحق قاسم و»كل من يُظهره التحقيق فاعلاً، شريكاً، متدخلاً أم محرضاً، على خلفية تصريحات تحمل تهديداً بالحرب والفتنة والانقلاب على قرارات السلطة الدستورية».

وكان قاسم قد لوّح بحرب أهلية في حال تمسّكت الحكومة اللبنانية بتنفيذ قرارها بحصر السلاح بيدها وتكليفها الجيش بوضع خطة لذلك.

وفي خطاب آخر، وصف قاسم قرار الحكومة المذكور بأنه «إسرائيلي - أميركي»، مؤكداً تمسّك حزبه بسلاحه ورفضه تسليمه، وملوّحاً مجدداً بإظهار «بأس» الحزب في حال جرت محاولات لنزع السلاح.

وأكدت الدعوى أن خطاب قاسم «حمل في طيّاته تهديداً للأمن الداخلي في لبنان، وتحدّياً سافراً لقرارات اتخذتها الحكومة اللبنانية في جلستَي مجلس الوزراء، برئاسة رئيس الجمهورية، بتاريخ 5 و7 أغسطس 2025، كما تضمّن غمزاً من قناة الجيش اللبناني وتهديداً بمواجهته، وتحقيراً صارخاً لمقام رئاسة الجمهورية والحكومة رئيساً وأعضاء، والأخطر من كل ذلك تضمينه تهديداً بالنزول إلى الشارع في تظاهرات تعمّ لبنان وتصل إلى سفارة دولة أجنبية لكسر قرارات حكومية متخذة حسب أحكام الدستور».

وفي تصريح من أمام قصر العدل في بيروت، أشار النائب ريفي إلى أن «الدور الإيراني في المنطقة انتهى، ونقول إنّنا واجهنا الكلام غير المسؤول وغير الوطني لقاسم بخطة دستورية، لنقول إن الدولة هي التي تجمعنا والدويلة فرّقتنا».

من جهته، أكد النائب عقيص أن «كل خلاف سياسي إذا خرج عن القانون يجب أن يحكم فيه القضاء»، مضيفاً: «لنا ثقة كبيرة بالقضاء، ونتمنّى أن تأخذ العدالة مجراها، وأن يكون القضاء هو حامي الحريات والسِّلم الأهلي».

الى ذلك، أبدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان، قائلاً في تصريحات صحافية إن الأميركيين «أتونا بعكس ما وعدونا به»، في إشارة إلى ما كان يُتوقع من رد إسرائيلي على سياسة «الخطوة بخطوة» التي تمسّك بها الموفد الأميركي توم برّاك في تصريحاته، لكن مواقفه مع أعضاء الوفد الآخرين أتت معاكسة، لجهة تأكيد خطوة سحب سلاح «حزب الله» قبل البحث بأي خطوة إسرائيلية مقابلة لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات التي تقوم بها في لبنان.

وقال بري إن الوفد الأميركي «لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً». وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور «ليست سهلة».

وكان المبعوث الأميركي قد جال صباحاً في جنوب لبنان، لكنّه ألغى زيارة مقررة الى صور ومدينة الخيام الحدودية، بعد احتجاجات نظمها مناصرون لـ «حزب الله»، رفضاً لزيارته.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن المبعوث الأميركي وصل اليوم على متن طائرة هليكوبتر إلى ثكنة فرنسوا الحاج العسكرية في مرجعيون. وأضافت أن الجيش اللبناني انتشر في المنطقة، وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام، لمواكبة الزيارة وسط دعوات للتظاهر.

في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، دعم بلاده الكامل لجهود الدولة اللبنانية في استعادة الاستقرار، مشيداً بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأشهر الماضية لإعادة انتظام مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، في بيان، إن السيسي شدد على ضرورة مواصلة قيام الدولة اللبنانية بكل ما يلزم من جهد لضمان عدم المساس باستقرار لبنان وسلامته الداخلية ووحدته الوطنية.

وأشار إلى أن السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت والداعم لسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، لافتا إلى «استمرار الاتصالات المصرية المكثفة مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، بهدف تأكيد ضمان استقرار لبنان، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، والتذكير بأهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش، لتمكينه من أداء المهام الوطنية الموكلة إليه».

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني عن بالغ شكره وتقديره للسيسي على الدعم الكبير الذي تقدّمه مصر للبنان، والذي يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين. كما استعرض سلام أولويات حكومته خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها تعزيز علاقات التعاون والتكامل مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر، مشيراً إلى الجهود الجارية لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، والمقرر انعقادها في القاهرة في وقت لاحق من العام الحالي.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول أيضاً مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، حيث تم في هذا الإطار تأكيد تطابق موقف مصر ولبنان إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

كما شهد اللقاء توافقاً في الرؤى بشأن أهمية تكثيف الجهود المشتركة لإيجاد حلول سياسية وسلمية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، مع تأكيد ضرورة احترام سيادة تلك الدول ووحدة أراضيها.

back to top