اجتماع أميركي حول غزة... وإسرائيل تتمسك بـ «الإخلاء»
• «وول ستريت جورنال»: القاهرة تدرب قوات فلسطينية لإدارة القطاع
وسط دعوات دولية وإقليمية مكثّفة لوقف الكارثة الإنسانية، التي تشهدها المنطقة الفلسطينية المنكوبة ووقف النار بين إسرائيل و«حماس»، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً موسعاً تناول فيه الوضع «لما بعد الحرب في قطاع غزة».
وكشف المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن الاجتماع المهم ناقش خطة شاملة يتم إعدادها لمرحلة ما بعد الحرب التي تقترب من إتمام عامها الثاني.
ورداً على سؤال بشأن الجهة التي تعرقل أكثر إنهاء الحرب، اعتبر ويتكوف أن «حماس هي التي تقوم بذلك»، رغم عدم تجاوب إسرائيل مع آخر مقترحات الوسطاء، مصر وقطر، بشأن إبرام صفقة تهدئة تسمح بإطلاق نصف المحتجزين الإسرائيليين، معتبراً أن الحركة «أعلنت قبولها الآن بالصفقة لممارسة إسرائيل ضغطاً شديداً عليها» بعد أن كانت ترفض في وقت سابق.
الاحتلال يصادر 447 ألف دولار من صرّافات في رام الله... والسلطة الفلسطينية تندد بخرق مناطق سيطرتها
وبشأن ما إذا كان يعتقد بضرورة القضاء على «حماس»، أجاب ويتكوف: «هذا ليس قراري وأعتقد أنه يجب التوصل إلى اتفاق».
لكنه أوضح أن «حماس» تدرك أنها لا يمكن أن يكون لها أي دور بالحكومة مستقبلاً «وهذا شرط إسرائيل وترامب أيضاً».
وشدد ويتكوف على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة ويعيد الأسرى الإسرائيليين، لكنه ارجأ حدوث التسوية التي سيتم التوصل لها «بطريقة أو بأخرى» إلى «ما قبل نهاية العام الحالي».
وقبيل الاجتماع، اعتبر ترامب أنه لا يمكن توقع أي شيء نهائي بشأن إمكانية خروج نتيجة قطعية في غزة خلال بضعة أسابيع، متراجعاً بذلك عن تصريحات وصفت بالإيجابية أدلى بها، أمس ، وتوقع خلالها نتيجة جيدة بخصوص نهاية الحرب خلال 3 أسابيع.
تدريب وصِدام
في غضون ذلك، كشفت «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن بدء مصر تدريب مئات من الفلسطينيين، أغلبهم من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية، تمهيداً لإنشاء قوة أمنية يصل قوامها إلى نحو عشرة آلاف عنصر، لتولّي مهمة إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
وقالت الصحيفة الأميركية نقلاً عن مصادر، إنّ «متدربين فلسطينيين بدأوا بالفعل تلقّي تدريبات أمنية في الأكاديميات العسكرية المصرية، على أن يتوسع البرنامج لاحقاً ليشمل آلاف العناصر، معظمهم من أجهزة أمن السلطة، إضافة إلى بعض المنتسبين من حركة فتح في غزة».
وأشارت إلى أنّ الخطة تنصّ على إرسال قوة أولية قوامها خمسة آلاف عنصر إلى القاهرة فور إعلان وقف إطلاق النار، ليخضعوا لدورة تدريبية تستمر ستة أشهر، قبل الدفع بهم إلى غزة لإدارة الملف الأمني.
وبحسب المعلومات، وافق محمود الهباش، كبير مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على الخطوة، مشيراً إلى أن تمويل تدريب القوة سيأتي من المجتمع الدولي.
ولفتت إلى أن عناصر من الخليج والأردن ستشارك في القوة التي ستحافظ على الأمن في غزة بعد وقف الحرب، ما يضع إسرائيل، التي ترفض عودة السلطة لحكم القطاع، في صِدام مع الدول العربية المُصرّة على التدخل في إدارة المنطقة الفلسطينية.
إصرار وإخلاء
وغداة نقل موقع «بلومبرغ» عن مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله، إن تل أبيب ستمهل «حماس» حتى منتصف سبتمبر المقبل للموافقة على شروطها لإبرام اتفاق يتضمن عودة جميع المحتجزين وتفكيك حكومتها، شدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على أن حرب غزة لن تتوقف حتى «إعادة جميع الأسرى في القطاع وضمان ألا يشكل تهديداً لإسرائيل بعد الآن».
في موازاة ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي أن إخلاء مدينة غزة التي يصفها بـ«عاصمة حماس» لا مفر منه، مشيراً إلى وجود مناطق شاسعة فارغة في المواصي والوسطى بجنوب القطاع لاستقبال المدنيين. وزعم أن كل عائلة ستنتقل إلى الجنوب ستحصل على أوفر المساعدات الإنسانية التي يجري العمل عليها في هذه الأيام.
وأفاد بأن الجيش بدأ العمل على إدخال الخيم وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية ومد خط مياه وغيرها.
وتزامن ذلك مع انسحاب الدبابات الإسرائيلية من أطراف مدينة غزة المكتظة بنحو 1.2 مليون نسمة إلى منطقة جباليا حيث كانت تعمل منذ شهور، لكن القصف مستمر على ثلاثة أحياء في شرق المدينة، هي الشجاعية والزيتون والصبرة.
ورغم تكثيف الجيش الإسرائيلي استعداده لاجتياح المدينة التي يصفها بـ«عاصمة حماس»، حذرت القوات البرية بجيش الاحتلال من أنها تعاني من نقصف المعدات بسبب قيود الميزانية الأمر الذي يهدد حياة أفرادها.
واليوم، قُتل 33 فلسطينياً وأصيب آخرون، في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، فيما أفادت السلطات الصحية بتسجيل 10 حالات وفاة جديدة من بينهم طفلان بسبب المجاعة.
ضغط دبلوماسي
على الصعيد الدولي، وجّه بابا الفاتيكان البابا ليو، «مناشدة قوية» للمجتمع الدولي، لإنهاء الحرب التي تسببت بكثير من المعاناة والجوع والموت.
وفي تطور لافت يعكس حجم القلق الأوروبي من استمرار الحرب وجّه أكثر من 209 دبلوماسيين أوروبيين سابقين، بينهم 110 سفراء و25 مديراً عاماً رفيعاً، رسالة مفتوحة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي دعوا فيها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة للضغط على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية واحترام القانون الدولي.
صاروخ وملجأ
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخاً أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن فجر اليوم فوق أجواء القدس الشرقية ما أجبر وزيرة التنمية الألمانية ريم رادوفان على الانتقال إلى ملجأ.
وفي تطور آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أنها صادرت 447 ألف دولار خلال اقتحامات نفّذتها لصرافات قالت إنها تمول «حماس» في رام الله أمس، فيما نددت السلطة الفلسطينية بالمداهمات الإسرائيلية بمناطق سيطرتها وقالت إنها تخالف القانون الدولي.