في المرمى: جامعات «تأخذ ولا تعطي»!

نشر في 27-08-2025
آخر تحديث 26-08-2025 | 19:59
 عبدالكريم الشمالي

مع بدء موسم القبول الجامعي، تملأ إعلانات الجامعات الخاصة الشوارع ووسائل الإعلام، تتسابق فيها المؤسسات التعليمية لاستقطاب الطلبة بكل الطرق... إلا الرياضة! ففي الوقت الذي تدّعي فيه الجودة والتميز، تغيب أي إشارة لدعم المتفوقين رياضياً أو تقديم منح لهم، وكأن الرياضة «نشاط لا منه ولا عليه»!

في كل دول العالم، تُعد الجامعات الخاصة من الشركاء الحقيقيين في تطوير الرياضة، حيث تقدّم منحاً دراسية للمتفوقين رياضياً، وتستقطب الطاقات الشابة لصقلها أكاديمياً وميدانياً. أما في الكويت؟ فالجامعات الخاصة تأخذ، فقط تأخذ... وإن سألتها عن العطاء، ردّت: «احنا مو وزارة شباب!»

يا سادة، هذه الجامعات ما كانت لتستمر لولا نعمة «الابتعاث الداخلي» المموّل من المال العام الذي تُغدقه الدولة عليها بسخاء، وهي مع ذلك لا تساهم بشيء يُذكر في رعاية أو تطوير الرياضة، ولا تحاول حتى التظاهر بذلك، بل تكتفي بجمع الرسوم، بينما الرياضي المتفوق يركض بين الميداليات وصورة التخرج بلا منحة ولا تقدير!

آن الأوان لتصحيح هذا الخلل المزمن، لا بد أن يُعاد النظر في آلية دعم الدولة للجامعات الخاصة الدعم مشروط... وليس «شيكاً مفتوحاً». فالدولة مطالبة بأن تشترط – قانوناً لا تفضلاً – على هذه الجامعات تخصيص مقاعد سنوية مجانية للمتفوقين رياضياً، خصوصاً في الألعاب الفردية، لا أن تظل «ألعاب الفقارى» حبيسة الأندية التي بالكاد تجد ميزانية للكرات! وبهذا نكون قد وفّرنا بيئة تعليمية تدعم الموهبة، لا تطردها.

بل أكثر من ذلك: لماذا لا تصبح الرياضة الجامعية أحد أركان التطوير الحقيقي بدلاً من أن تبقى مجرد صفحة منسية في كتيب «المبادرات المجتمعية»؟ ولماذا لا تُلزم الجامعات بإطلاق دوريات وبطولات منتظمة بإشراف الاتحادات المعنية؟ وبذلك نخلق بيئة تنافسية حقيقية، وننقل عبء الألعاب الفردية المالي والإداري من كاهل الأندية إلى منظومة التعليم الجامعي، كما هو معمول به في كثير من الدول المتقدمة، نعم، تلك الدول «اللي فاهمة الرياضة عدل» «مو بس تصرخ 24 ساعة ما عندنا مواهب» وبذلك نخلق نظاماً أكثر عدالة واستدامة... لا نظام «كلّه على الحكومة».

بنلتي

الرياضة ليست فقط «هداف الدوري» و«مهاجم المنتخب»، بل هي عدّاء، وسبّاح، ومبارز، ومصارع، وطالب جامعي، يحتاج فرصة... «ما يصير الدولة تصرف، والجامعات تقبض، واللاعب الزين يشيل نفسه على حسابه».

back to top