ترامب يهدد الصين برسوم 200% إذا لم تزود أميركا بالمغناطيس
• مسؤول صيني يزور واشنطن لاستئناف المحادثات مع الممثل التجاري ومسؤولين كبار
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على الصين تزويد الولايات المتحدة بمادة مغناطيس المعادن النادرة، وإلا فستفرض واشنطن رسوماً جمركية عليها بنسبة 200% أو ما شابه ذلك، مشددا على أن الولايات المتحدة لديها أوراق ضغط في ملف التجارة تتفوق على ما لدى الصين.
وقال ترامب إن قطع غيار الطائرات عنصر أساسي لدى واشنطن لمواجهة قيود بكين على المعادن النادرة، مضيفا: «لدينا أوراق أكبر وأقوى منهم... إن استخدمتها، فسيدمر ذلك الصين. لكنني لن أفعل ذلك»، في إشارة إلى قدرات الولايات المتحدة في تصنيع وتوريد قطع غيار الطائرات، خاصة لطائرات بوينغ التي تعتمد عليها الصين.
وأوقفت الصين معظم شحنات مغناطيس المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة في أبريل، مستغلة سيطرتها البالغة 90% على الإنتاج العالمي للضغط على المصانع الأميركية، ووافقت بكين على تطبيع تدفقاتها كجزء من هدنة تجارية تم التفاوض عليها مع إدارة ترامب، حيث وصلت الشحنات للولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها في 6 أشهر في يوليو.
وأشاد ترامب بالصين لـ«ذكائها» في تحديد المعادن النادرة كمكون أساسي للصناعات المهمة، وتحركها السريع نحو احتكار تعدينها ومعالجتها، بحسب ما نقلته «بلومبرغ»، وتابع: «نحن نهتم بشدة بعالم المغناطيس الآن، من منظور الأمن القومي فقط، لكن لدينا أمر بالغ الأهمية. إنه قطع غيار الطائرات والعديد من طائرات بوينغ النفاثة».
الرئيس الأميركي: لدينا نفوذ أكبر بكثير على الصين ومنها قطع غيار الطائرات
وأشار إلى أن الصين لديها 200 طائرة نفاثة غير قادرة على الطيران، لأن الولايات المتحدة لم تزودها بقطع غيار بوينغ، بسبب سياسات بكين المتعلقة بالمغناطيس، وأضاف: «أرسلت لهم جميع القطع لتتمكن طائراتهم من الطيران. كان بإمكاني منعهم، لم أفعل ذلك بسبب علاقتي، وهم يطيرون بالفعل».
كما تحدث عن اجتماع متوقع يستضيفه الزعيم الصيني شي جين بينغ في الدولة الآسيوية، وكرر أنه يتمتع بـ«علاقة رائعة» مع شي، وقال إنهما تحدثا «مؤخراً. وفي وقت ما، ربما خلال هذا العام أو بعده بوقت قصير، سنذهب إلى الصين».
وردد ترامب حديثه السابق عن التعريفات الجمركية، حيث وصفها بأنها أعظم رصيد لدى الولايات المتحدة في المفاوضات، مشيراً إلى احتمال فرض تعريفات جمركية تصل إلى 200% على الصين إذا لم تُوفر المغناطيسات، لكنه أضاف أنه يعتقد أن المسألة «تجاوزناها» ولم يُلمّح إلى أن الصين لا تُوفر ما يكفي من المغناطيس.
واستطرد: «إذا أردنا فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% أو 200% فلن نتعامل تجارياً مع الصين. وكما تعلمون، سيكون الأمر مقبولاً أيضاً، حتى لو اضطررنا لذلك، لكن فيما يتعلق بالمغناطيس، لدينا نفوذ هائل عليهم، ولديهم بعض النفوذ علينا»، وألمح أيضاً إلى إحراز تقدم كبير في تطوير الإمدادات المحلية، قائلاً: «سيستغرق الأمر حوالي عام للحصول على المغناطيسات»، دون كشف تفاصيل أكثر.
وتخطط شركة MP Materials Corp، وهي المُعدّن الأميركي الوحيد للمعادن الأرضية النادرة، لبدء الإنتاج التجاري للمغناطيس في وقت لاحق من هذا العام، ولكن من المتوقع أن تعمل بمستويات متواضعة من الإنتاج قبل التوسع - بتمويل جزئي من البنتاغون - خلال بقية هذا العقد.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن لي تشنغ قانغ، أحد كبار المفاوضين في الصين، سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات تجارية مع الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أمس الاثنين، ان لي، المساعد الأول للمفاوض الرئيسي خه لي فنغ، سيجتمع مع الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير ومسؤولين كبار في وزارة الخزانة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من صحة التقرير حتى الآن. ولم ترد وزارة التجارة الصينية ولا البيت الأبيض على طلبات للتعليق على التقرير. وتأتي زيارة لي في أعقاب ثلاث مفاوضات تجارية عقدتها الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن واستوكهولم.
ومددت الولايات المتحدة والصين هدنة الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما إضافية قبل أسبوعين، مما أدى إلى تجنب فرض رسوم مكونة من ثلاثة أرقام على سلع كل منهما، والتي كانت ستؤدي إلى حظر تجاري بين البلدين.
يتوعد بالمزيد من الرسوم على الدول التي تفرض ضرائب رقمية
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، بفرض «رسوم جمركية إضافية» على سلع الدول التي تطبق ضرائب رقمية، ما لم تقم بإلغاء مثل هذه القوانين.
وقالت مصادر، في وقت سابق، إن إدارة ترامب تدرس فرض عقوبات على مسؤولي الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء فيه المسؤولين عن تنفيذ قانون الخدمات الرقمية.
وتفرض عدة دول، خصوصاً في أوروبا، ضرائب على عائدات مبيعات مزوّدي الخدمات الرقمية، من بينها: «غوغل» التابعة لشركة ألفابت، و«فيسبوك» التابعة لشركة ميتا، إضافة إلى «أبل» و«أمازون». وقد شكل هذا الملف مصدر خلاف طويل الأمد مع إدارات أميركية متعاقبة، وفقاً لـ «رويترز».
وكتب ترامب، في منشور بوسائل التواصل الاجتماعي، «أحذر جميع الدول التي تعتمد ضرائب أو تشريعات أو لوائح رقمية من أنه إذا لم تُلغَ هذه الإجراءات التمييزية فسأفرض، بصفتي رئيس الولايات المتحدة، رسوماً جمركية إضافية كبيرة على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كما سأضع قيوداً على تصدير تقنياتنا ورقائقنا».
وأضاف أن مثل هذه القوانين «تستهدف إلحاق الضرر بالتكنولوجيا الأميركية أو التمييز ضدها»، معتبراً أنها تصب في مصلحة الشركات الصينية المنافسة.