الشرع: لست امتداداً للإسلاميين... ونسعى لاتفاق مع إسرائيل
• ترامب يستكمل رفع العقوبات عن سورية... والهجري يطالب بانفصال السويداء
أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع جملة مواقف داخلية وخارجية عكست عزمه على إغلاق ملفات الماضي خصوصاً مع لبنان و«حزب الله» وانفتاحه على اتخاذ قرارات يراها في مصلحة شعبه والمنطقة، مهما بلغت الكلفة وأبرزها تفادي الدخول في صراع إقليمي مع إسرائيل.
وفي أوضح توصيف لهويته، التي يربطها خصومه بالجهادية وجماعات الإسلام السياسي، وعلاقته بموجة الثورات العربية، قال الشرع، خلال لقاء موسع بوفد إعلامي عربي أمس الأول، «أنا لست امتداداً للربيع العربي أو الأحزاب الإسلامية سواء التنظيمات الجهادية أو الإخوان المسلمين».
وفاجأ الشرع الجميع بإقراره أن المحادثات مع إسرائيل لتوقيع اتفاق أمني بلغت مرحلة متقدمة وتتركز على العودة إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1974 في الجولان السوري المحتل، مشيراً إلى أن فرص إتمامه أكبر من فرص فشله، وأنه لن يتردد في توقيعه وسيعلن ذلك أمام الملأ.
وكال الشرع النقد لسياسات حافظ الأسد ونجله بشار تجاه لبنان، معتبراً أن «الاستثمار السوري في الانقسامات المذهبية والسياسية في لبنان كان خطأً كبيراً بحق البلدين، ويجب ألا يتكرر».
وتطرق الشرع إلى العلاقة المعقدة مع «حزب الله»، معلناً تنازله عن الجراح التي سبّبها تدخل الحزب في سورية إلى جانب نظام الأسد، مؤكداً أنه لم يختر المضي في القتال بعد تحرير دمشق.
داخلياً، أقر الشرع بوجود أخطاء «من كل الأطراف» في التعامل مع الأوضاع في ملفي الساحل والجنوب، لكنه وضع خطوطاً حمراء واضحة، مؤكداً أن سياسته في السويداء تركز على التهدئة ووقف إطلاق النار ورعاية صلح اجتماعي، وأن السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة، وأن وحدة الأراضي غير قابلة للمساومة.
وعلى الجانب الكردي، أكد الشرع أن الاتفاق مع قوات سورية الديموقراطية يشكل أرضية لأي حوار مقبل ويحظى بدعم داخلي وخارجي، لكنه شدد على رفض أي شكل من أشكال المحاصصة أو الانفصال، مكرراً أن وحدة سورية خط أحمر لا يقبل المساومة.
في المقابل، طالب شيخ العقل الدرزي حكمت الهجري، أمس، العالم بتقديم الدعم لإقامة «إقليم منفصل» في الجنوب السوري.
واعتبر الهجري، في كلمة ألقاها خلال استقباله القائد الجديد لـ«حركة رجال الكرامة»، مزيد خداج، أن ما شهدته السويداء خلال الفترة الماضية كان الهدف منه «إبادة الطائفة الدرزية».
وأضاف أن «الحرس الوطني سيدافع عن الأرض بضمانة دول معنية بهذا الأمر»، موجهاً الشكر «لكل الدول والمجتمعات التي وقفت معنا وعلى رأسها الولايات المتحدة ودولة إسرائيل ودروز إسرائيل».
وفي تطور إيجابي، نشرت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، على موقعها القرار النهائي لإزالة لوائح العقوبات على سورية بناء على قرار الرئيس دونالد ترامب.
وفي تفاصيل الخبر:
في مسعى لتوضيح مواقفه على الصعيدين الداخلي والخارجي، أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، خلال لقاء موسع بوفد إعلامي عربي، مساء أمس الأول، أنه ليس امتداداً للربيع العربي أو الأحزاب الإسلامية، معلناً أن هناك بحثاً متقدماً مع إسرائيل بشأن اتفاق أمني.
وإذ أكد أن أي اتفاق أمني سيرتكز على العودة إلى خط وقف إطلاق النار لعام 1974 في الجولان السوري المحتل، أي انسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام الأسد، قال الرئيس السوري، إن المفاوضات مع إسرائيل بلغت مرحلة متقدمة، مشيراً إلى فرص إتمام الاتفاق مع إسرائيل أكبر من فرص فشله، «لكنه ليس سلاماً شاملاً حالياً، وإذا كان السلام يخدم سورية والإقليم، فلن أتردد في توقيعه».
وقال الشرع للوفد الإعلامي العربي، «أنا لست امتداداً للربيع العربي أو الأحزاب الإسلامية، سواء التنظيمات الجهادية أو الإخوان المسلمين».
وأقر بوجود أخطاء «من كل الأطراف» في التعامل مع الأوضاع في الساحل والسويداء، لكنه وضع خطوطاً حمرا واضحة، مؤكداً أن سياسة الحكومة في السويداء تركز على التهدئة ووقف إطلاق النار ورعاية صلح اجتماعي، وأن السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة، وأن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للمساومة.
الشرع: تجاوزنا جراح «حزب الله»... ولبنان أمام فرصة للنهضة أو خسائر فادحة
وأكد أن90% من أهالي السويداء مرتبطون بدمشق، في مواجهة الدعوات الانفصالية التي وصفها بأنها «أحلام وجهلة سياسية». وشدد الشرع على أن الحكومة استقبلت خلال الأشهر الماضية عدة وفود من أبناء السويداء للاستماع إلى مطالبهم، في محاولة لقطع الطريق على مشاريع التقسيم.
على الجانب الكردي، أكد الشرع أن الاتفاق مع قائد قوات سورية الديموقراطية مظلوم عبدي يشكل أرضية لأي حوار مقبل، ويحظى بدعم داخلي وخارجي، لكنه شدد على رفض أي شكل من أشكال المحاصصة أو الانفصال، مكرراً أن وحدة سورية خط أحمر لا يقبل المساومة.
فرصة مع لبنان
وتطرق الشرع إلى العلاقة المعقدة مع «حزب الله»، معلناً تنازله عن الجراح التي سبّبها تدخل الحزب في سورية إلى جانب نظام الأسد، ومؤكداً أنه لم يختر المضي في القتال بعد تحرير دمشق.
وأضاف أن «هناك من يصور سورية كتهديد وجودي وإرهاب، وهناك من يسعى لاستغلالها لتصفية حسابات مع حزب الله»، لكنه شدد: «لسنا هذا ولا ذاك».
وفتح الشرع النار على السياسات السابقة التي حكمت العلاقة السورية - اللبنانية في عهد حافظ وبشار الأسد، معتبراً أن «الاستثمار السوري في الانقسامات المذهبية والسياسية في لبنان كان خطأً كبيراً بحق البلدين، ويجب ألا يتكرر».
وأكد أن المرحلة المقبلة يجب أن تقوم على علاقة من دولة إلى دولة، قائمة على الاستقرار والمصالح المشتركة. كما شدد على أن لبنان عانى طويلاً سياسات الماضي، داعياً إلى كتابة تاريخ جديد للعلاقات الثنائية، ومشيراً بوضوح إلى أن لبنان إذا لم يستفد من نهضة سورية المقبلة، فسيتكبد خسائر فادحة.
التوجه الجديد تُرجم عملياً بعقد اجتماع أمني لبناني - سوري برعاية سعودية، حضره كبار مسؤولي الاستخبارات من الجانبين، حيث بحثوا التعاون على طول الحدود ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وكشفت مصادر لبنانية أن السعودية ستنظم اجتماعاً أمنياً - قضائياً موسعاً قريباً، في مؤشر على دعم إقليمي لتحريك ملفات التعاون بين بيروت ودمشق تحت رعاية مباشرة من الرياض.
بنود الاتفاق الأمني
وجاء إعلان الشرع عن المفاوضات مع إسرائيل حول اتفاق أمني، عقب نفي الخارجية السورية وجود هكذا اتفاق، كما ترافق مع تسريبات إعلامية إسرائيلية عن بنود الاتفاق الذي سيتم بوساطة أميركية، كاشفة أنه يتضمن الحفاظ على حرية حركة الطيران الإسرائيلي وتفوقه الجوي في الأجواء السورية، ومنع نشر أنظمة دفاعية وصاروخية استراتيجية، مع التزام بإبعاد سورية عن المحور الإيراني، إلى جانب وعود بمساعدات خليجية وأميركية لإعادة إعمار سورية.
وبينما تتكشف معالم التفاوض مع إسرائيل، تتجه الأنظار إلى نيويورك، حيث يشارك الشرع الشهر المقبل في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليلقي كلمة هي الأولى لرئيس سوري منذ عام 1967.
إقليم السويداء
في المقابل، صعّد الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز شيوخ عقل الدروز في السويداء، وطالب بدعم دولي لإقامة «إقليم منفصل» في الجنوب السوري، متهماً السلطات بمحاولة إبادة الطائفة الدرزية.
وخلال استقبال قيادي في «حركة رجال» الكرامة التي تتجه للانضواء في «الحرس الوطني» الذي شكّل أخيراً من مجموعات درزية مسلحة أعلنت ولاءها له، قال الهجري أمس: «نناشد شرفاء العالم والدول الحرة بالوقوف مع الطائفة الدرزية من أجل إعلان إقليم منفصل لحماية الدروز إلى الأبد».
وأضاف أن «الحرس الوطني سيدافع عن الأرض بضمانة دول معنية بهذا الأمر»، موجهاً الشكر «لكل الدول والمجتمعات التي وقفت معنا على رأسها الولايات المتحدة ودولة إسرائيل ودروز إسرائيل».
وقالت القناة 12 العبرية، إن الاتفاق الأمني الذي سيوقع قريباً بين تل أبيب ودمشق يشمل «نزع السلاح من المنطقة الممتدة بين دمشق والسويداء وإنشاء ممر إنساني مع السويداء».
على الصعيد الميداني، توغلت قوات إسرائيلية قوامها نحو 100 عنصر في بلدة بيت جن بريف دمشق، وسيطرت على تل استراتيجي في سفح جبل الشيخ، وهو ما استدعى إدانة من وزارة الخارجية السورية.