لولا يعلن إحباط انقلاب لأنصار «ترامب البرازيل»

إدانة دولية «جامعة» لاقتحام «المؤسسات»... وبايدن مُطالب بطرد بولسونارو

نشر في 10-01-2023
آخر تحديث 09-01-2023 | 21:24
جانب من المواجهات بين الأمن والمتظاهرين في باحة المجمع الحكومي الذي يضم مقرات الرئاسة والكونغرس والمحكمة العليا في برازيليا أمس الأول (رويترز)
جانب من المواجهات بين الأمن والمتظاهرين في باحة المجمع الحكومي الذي يضم مقرات الرئاسة والكونغرس والمحكمة العليا في برازيليا أمس الأول (رويترز)
لا يزال التوتر سيد الموقف في البرازيل التي شهدت أمس الأول أسوأ هجوم على مؤسسات البلاد منذ إعادة الديموقراطية قبل 40 عاماً، من جانب الآلاف من أنصار الرئيسي اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو، في مشهد يحاكي اقتحام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن في 6 يناير 2021.

واستأنف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا العمل، أمس، في قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا غداة تعرّض المبنى ومقرّ الكونغرس والمحكمة العليا للاقتحام، بعد طرد المحتجين منها، إلا أن بعض أنصار بولسونارو لا يزالون يعتصمون أمام مقار الجيش لدعوته للتدخل لإطاحة لولا وإعادة بولسونارو الضابط السابق إلى السلطة.

ووعد الرئيس اليساري لولا، الذي تولى منصبه في الأول من يناير الجاري، خلال تفقّده المباني المخرّبة في وقت متأخر أمس الأول، بمعاقبة قادة «الهجوم الفاشي الانقلابي»، وأنحى باللوم على بولسونارو في إثارة أنصاره بعد حملة من المزاعم التي لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات بعد انتهاء حكمه الذي اتسم بالشعبوية القومية المثيرة للانقسام.

وبعد فوضى استمرّت ساعات، استعادت قوات الأمن السيطرة على المباني وأوقفت أكثر من 400 شخص. وأعفت المحكمة العليا حاكم مقاطعة برازيليا الفدرالية، إيبانييس روشا، حليف بولسونارو، من منصبه مدة 90 يوماً للتحقيق في وجود قصور أمني، في وقت أفادت وكالة رويترز بأن مكتب المدعي العام أصدر أمراً باعتقال وزير الأمن العام.



وقال وزير الداخلية والعدل إنه تم فتح تحقيق بالأحداث، متوعداً بتوجيه تهمة المشاركة في محاولة انقلاب للمتورطين. كما أمرت المحكمة العليا منصات التواصل فيسبوك وتويتر وتيك توك بمنع الدعاية التي تروج لانقلاب.

أما بولسونارو، الملقب بـ «ترامب البرازيل» والذي انتقل إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب لولا، رافضاً تسليم الوشاح الرئاسي إلى خصمه الذي هزمه بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي، فقد دان بخجل عبر سلسلة تغريدات «اقتحام ونهب مبانٍ عامّة»، لكنه رفض اتّهامات لولا له بأنّه هو من حرّض على الاقتحام، ودافع عن «الحقّ في تنظيم احتجاجات سلميّة».

وأثارت أعمال التخريب وابلاً من ردود الفعل الدولية. وفي موقف نادر في ظل الوضع الدولي المنقسم، أجمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وكذلك الصين وروسيا على إدانة أعمال الشغب وإبداء الدعم للرئيس المنتخب، الذي حظي أيضاً بدعم كبير من قادة أميركا اللاتينية حيث يهيمن اليسار الذي يرى فيه رمزاً.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم بأنه «اعتداء شائن على الديموقراطيّة وعلى التداول السلمي للسلطة «، إلا أنه وجد نفسه عرضة لنيران صديقة من حزبه تطالبه بطرد بولسونارو من البلاد.

وقال عضو الكونغرس الديموقراطي خواكين كاسترو إن بولسونارو «استخدم استراتيجية ترامب لإلهام الإرهابيين في الداخل»، مضيفاً «يتعين ألا تكون الولايات المتحدة ملجأ لهذا المستبد... يجب إعادته إلى بلاده».

وانتشرت قوات مكافحة الشغب أمس حول الاعتصام الذي أقامه أنصار بولسونارو أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة، في حين أعلنت نقابة النفط الرئيسة في البرازيل (إف يو بي)، في بيان، أن مثيري الشغب تجمعوا قرب ثلاث مصافٍ تابعة لشركة النفط المملوكة للدولة «بتروبراس» فجر أمس.

back to top