«توازن الحياة والعمل» سيبقيك عادياً

نشر في 25-08-2025
آخر تحديث 24-08-2025 | 17:40
 وول ستريت جورنال

ماذا لو أخبرتك أن فكرة «توازن الحياة والعمل» هي الفخ الذي يمنع جيلاً كاملاً من إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي؟

أنا في الثانية والعشرين من عُمري، أسست شركتين تتجاوز قيمتهما اليوم 20 مليون دولار، تعاملت مع مليارديرات كموجهين، وقُبلت لدراسة ماجستير إدارة الأعمال في ستانفورد. ما السر؟... لم أوازن بين العمل والحياة، بل ضحَّيت بالحياة مؤقتاً، وبنيت عملي. حين تكدِّس النجاح في سنواتك الأولى، فإنك تشتري رفاهية الاختيار لبقية حياتك.

حين دخلت جامعة ميامي في أوهايو عام 2020، حسبت أن أمامي نحو 1460 يوماً لبناء شيء حقيقي قبل التخرُّج. معظم الطلاب يقضون وقتهم بين النوم، والمحاضرات، والأندية، والمواعدة، والتسلية. أما أنا، فكرَّست وقتي لإنشاء شركة «Step Up Social» من غرفتي الجامعية، تساعد الشركات على النمو عبر «تيك توك» و«إنستغرام». خلال عامين فقط حققنا إيرادات بمليون دولار سنوياً. لكن الثمن كان باهظاً: النوم 3 ساعات ونصف الساعة يومياً، زيادة 80 رطلاً في وزني، قلق دائم، وعيش على مشروبات الطاقة. ومع ذلك، لم يكن ثمة بديل لبناء شركة بملايين الدولارات.

هذه التجربة تعكس تحوُّلاً بين جيلٍ من رواد الأعمال الشباب الذين أدركوا أن المسار التقليدي (جامعة، وظيفة، تقاعد) لم يَعُد مُجدياً. في اقتصاد «الرابح يأخذ كل شيء»، النافذة ضيقة، والفرص هائلة بين أيدينا.

لكن هذا النجاح يتطلَّب تضحيات قاسية: تفويض كل ما هو ثانوي، حيث استأجرت مَنْ ينظف شقتي، واشتركت بخدمات الوجبات الجاهزة. إنفاق 100 دولار لتوفير ساعات عمل مربحة استثمار لا خسارة وترشيح العلاقات، أي أن كل التزام اجتماعي مرَّ عبر ثلاثة أسئلة: هل هو أهم من شركتي؟ هل ستصمد العلاقة إن تغيبت؟ وإن لم تصمد، هل تستحق البقاء أصلًا؟ بعض الصداقات فشلت، لكن الباقي كان أمتن. كما تم التعامل مع الجامعة كاستثمار، واخترت مساقات تقييمها قائم على الامتحانات فقط، وتجنبت المحاضرات التي تحظر الأجهزة، لأن غيابي عن الإنترنت يعني خسارة صفقات مُحتملة.

وقُمت بإدارة الوقت بصرامة، وكل دقيقة كان عليها أن تثبت قيمتها في جدولي. صحيح أنني غبت عن مناسبات عائلية مهمة، لكن المفارقة أن العلاقات الأعمق صارت أقوى، بفضل الوقت النوعي الذي خصصته لها.

وأخيراً، تسريع التنقل، وقُمت أحياناً باستئجار مروحيات لتقليص ساعات السفر إلى دقائق، لأن الوقت أثمن من المال في هذه المرحلة.

لا أزعم أن الجميع عليهم التخلي عن التوازن، لكن أؤكد أن الشباب الطموحين الذين يسعون للثروة سيبقون عاديين إن التزموا به. نعم، كان الطريق مؤلماً نفسياً وجسدياً واجتماعياً، لكنني أراه استثماراً في الحُرية المستقبلية.

هدفي أن أصبح مليارديراً قبل الثلاثين، ثم أكرِّس نفسي لقضايا مثل التغيُّر المناخي وعدم المساواة. الصيغة بسيطة: التضحيات القاسية الآن تساوي عقوداً من الخيارات لاحقاً.

*إميل بار مؤسس شركة Step Up Social وشريك إداري في Candid Network ومؤسس مشارك لـ Flashpass

back to top