دمشق تتهيأ لحوار درزي... و«سانا» تنطق بالكردية
• بيدرسون يحذّر من المقاتلين الأجانب... والاحتلال يعتقل سوريين بجبل الشيخ
مع سعي سلطات دمشق إلى احتواء الشرخ الذي تسببت فيه الاضطربات الأهلية الدامية بمحافظة السويداء خلال يوليو الماضي، تحدثت أوساط سياسية سورية عن تحضيرات تُجرى من جانب حكومة الرئيس أحمد الشرع لفتح باب الحوار مع شخصيات درزية، وذلك عبر بعض الوجوه المعتدلة في المحافظة الجنوبية، بهدف إجراء محادثات والتوصّل إلى صيغة تفاهم تفتح نافذة باتجاه المشاركة في «ترتيبات إعادة ترتيب البيت السوري»، بعيداً عن التدخلات الخارجية والمساعي الإسرائيلية لتأجيج الصراعات الطائفية والإثنية.
وأفادت المعلومات بأن التوجه الجديد كان بمنزلة الفرصة الأخيرة التي مُنحت لدمشق في اجتماعات باريس الأخيرة، قبل التوجه إلى فتح معبر يربط السويداء بالجولان المحتل عبر بلدة حضر في جبل الشيخ الذي احتلته إسرائيل عقب سقوط نظام بشار الأسد، إضافة إلى مطالب أخرى أهمها فتح طريق الشام - السويداء، من دون فرض أي قيود على المحافظة الجنوبية.
وكانت باريس قد شهدت اجتماعاً بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي توم برّاك، كما شهدت لقاء آخر بين شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، موفق طريف، مع المبعوث الأميركي.
وفي سياق خطوات تهدف إلى طمأنة الأقليات، أطلقت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) نسختها باللغة الكردية، ضمن انطلاقة تاريخية تكسر حظر حقبة البعث لاستخدام أي لغة غير «العربية» في الإعلام منذ عام 1965.
كما أعلنت الوكالة إطلاق نسختها الجديدة باللغات العربية والإنكليزية والتركية والإسبانية والفرنسية، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل لافت في مسار الإعلام الرسمي السوري بعد سقوط نظام الأسد، ورسالة واضحة على توجُّه جديد لمخاطبة جميع المكوّنات السورية بلغاتها الأم، وإيصال الخطاب الرسمي إلى جمهور أوسع داخل سورية وخارجها.
إلى ذلك، شدد المبعوث الأممي لسورية، غير بيدرسون، خلال جلسة مجلس الأمن حول آخر التطورات، على ضرورة وجود دعم دولي ملموس من أجل إعادة إعمار سورية، لافتاً إلى أن «رفع العقوبات يمثّل خطوة مهمة ينبغي استدامتها».
وحثّ بيدرسون السلطات الحاكمة على تشجيع المجتمع المدني ومبادراته ودعم المرأة وتمكينها سياسياً، مشيراً إلى أنه «رغم أحداث أمنية مقلقة، هدأ الوضع نسبياً هذا الشهر».
ورحب المسؤول الأممي بجهود الولايات المتحدة والأردن وسلطات دمشق لتشكيل مجموعة عمل لدعم وقف إطلاق النار، لكنّه حذر من خطر اندلاع العنف مجددا.
وشدد على ضرورة اتباع برنامج لإصلاح القطاع الأمني ونزع السلاح من الجماعات، معتبرا أن المقاتلين الأجانب يشكلون خطراً جسيما على البلد.
وأعرب عن أمله في محاسبة المسؤولين عن أحداث السويداء، بغضّ النظر عن ولاءاتهم ونشر نتائج عمل لجنة تقصي الحقائق بشأن أحداثها على الملأ.
وأشار إلى أهمية «الالتزام بسيادة سورية واحترام وحدة أراضيها، والقلق من المناخ السياسي في البلاد»، مؤكدا أن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على الشفافية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قوات من لواء «الجبال 810» داهمت مواقع لـ «قوات الكوماندوز السورية» على سفوح جبل الشيخ، واعتقلت مشتبها فيهم بتهريب أسلحة إلى لبنان، وصادرت أكثر من 300 قطعة سلاح.