نتنياهو: سنسيطر على غزة وننهي الحرب
• الاحتلال يتوعد باستنساخ إبادة بيت حانون بمعقل «حماس»... ومصر تحذر من غطرسته
رغم تحفظه الشديد في الرد على المقترح الذي أيدته حركة حماس لإطلاق نصف المحتجزين وإقرار هدنة لمدة شهرين، حدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو شروطه لإنهاء حرب الإبادة التي يشنها على غزة منذ نحو عامين، مؤكداً نيته الإمساك بسيطرة طويلة الأمد على المنطقة المحاصرة بغضّ النظر عن أي اتفاق محتمل لوقف النار.
وقال نتنياهو أمس، إن الحرب «يمكن أن تنتهي اليوم» بشرطين، أن تلقي «حماس» سلاحها، ويتم نزعه بالكامل، وأن تطلق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين. وأضاف: «سنواصل السيطرة على مدينة غزة حتى لو وافقت حماس على اتفاق لوقف النار في اللحظة الأخيرة».
وشدد على أن القضاء على ما وصفه بـ «المعقل الأخير لحماس» هو شرط أساسي وضروري لتحقيق سلام دائم، مضيفاً أن «هدفي ليس احتلال غزة، بل إعطاؤها وإسرائيل مستقبلاً مختلفاً، وأعتقد أننا قريبون من تحقيق ذلك ونشارف على نهاية الحرب».
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يدعم بشكل كامل هدفنا العسكري للسيطرة على مركز قطاع غزة من أجل القضاء على حماس».
واتهم زعيم الائتلاف اليميني الحاكم في الدولة العبرية «زعماء الغرب الذين يسترضون الإرهاب» بأنهم «مستعدون للتضحية بتل أبيب»، مشدداً على أن «جائزة الدولة الفلسطينية لينبغي ألا تمنح لأولئك الذين يعبّرون عن نيتهم تدمير إسرائيل».
وقبل اعتماده خطة استكمال السيطرة على مدينة غزة بجولة ميدانية في المنطقة الجنوبية، أعلن مكتب نتنياهو أنه أمر بتسريع خطة الاستيلاء على آخر معاقل حماس وهزيمتها وتقليص جدول التنفيذ.
وعيد وتهجير
في موازاة ذلك، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بتدمير مدينة غزة كما فعل بنظيرتها بيت حانون التي سبق أن نشر صور جوية لها بدت فيها ممسوحة التضاريس جراء القصف العنيف.
وجاء وعيد كاتس خلال استقباله حاخامين من حزب الصهيونية الدينية، بزعامة وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموترتيش، الذي سرّب أنه هدد نتنياهو بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال قبوله صفقة جزئية لإطلاق الأسرى تتضمن وقفا للقتال وتمهد لإنهاء الحرب.
في هذه الأثناء، جدد السفير الأميركي مايك هاكابي دعم إسرائيل قائلاً إن واشنطن لا تملي عليها قراراتها بشأن الحرب في غزة أو المفاوضات مع حماس»، ومشدداً على أن القرار يعود لها وحدها.
وفي وقت تحدثت تقارير عن احتمال سفر وفد إسرائيل إلى الدوحة للرد على المقترح الأخير بشأن التهدئة، اتهم هاكابي «حماس» بتغيير شروط أي اتفاق في اللحظة الأخيرة، لكنه أعرب عن أمله في ألا تتكرر هذه الحالة هذه المرة. وأكد أن الموقف الأميركي واضح: «يجب إعادة جميع الرهائن، ولا يمكن السماح لحماس بالبقاء في السلطة».واشنطن أقالت مسؤولاً رفض التهجير وتركيا تمنع استقبال السفن المتجهة إلى تل أبيب
في السياق، كشفت «واشنطن بوست»، أنّ «وزارة الخارجية الأميركية أقالت كبير مسؤوليها الإعلاميين للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، شاهد قوريشي، إثر سلسلة من الخلافات حول كيفية صياغة المواقف العلنية المتعلقة بالسياسات الأميركية تجاه إسرائيل وغزة».
وأوضحت الصحيفة أن الإقالة جاءت بعد نقاش داخلي حول إصدار بيان كان يتضمن جملة صريحة برفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وهي صياغة اعتمدها قوريشي بالاستناد إلى تصريحات سابقة لترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف، غير أنّ القيادة العليا للوزارة رفضت إدراجها وأمرت بحذفها، كما اعترضت على تعزية تقدم بها قوريشي بعد قتل جيش الاحتلال للصحافي بـ «قناة الجزيرة» أنس الشريف.
تحذيرات وتضييق
في المقابل، حذرت مصر من تبعات خطط إسرائيل للسيطرة على مدن غزة، مشددة على أن هذه الخطط تمثل «خطأ جسيماً في الحسابات» من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة وعواقب وخيمة تستمر سنوات طويلة. وقالت «الخارجية» المصرية إن «هجوم إسرائيل المزمع يمثل مسعى جديداً لتكريس احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية».
وأكدت أن مصر تستهجن بشدة «السياسات التصعيدية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية».
وشددت الوزارة، على أن ذلك يعكس «تجاهلاً من قبل إسرائيل لجهود الوسطاء، والصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية، وللمطالب الدولية بإنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني». واعتبرت أن «نهج غطرسة القوة والإمعان في انتهاك القانون الدولي لخدمة مصالح سياسية ضيقة أو معتقدات واهية سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة وستستمر عواقبه الوخيمة على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين لسنوات طويلة».
في موازاة ذلك، دانت السعودية إمعان سلطات الاحتلال في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة ومحاولاتها تهجيره ومنع تجسيد دولته المستقلة.
ووسط دعوات إقليمية ودولية للتضييق على سلطات تل أبيب، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين في قطاع الشحن قولهما إن سلطات الموانئ التركية بدأت تطلب بشكل غير رسمي من وكلاء الشحن تقديم خطابات تفيد بأن السفن غير مرتبطة بإسرائيل، ولا تحمل شحنات عسكرية أو خطرة متجهة إليها لتفادي منعها من الرسو.
ضحايا وإجلاء
وفي وقت كثفت إسرائيل قصف ضواحي مدينة غزة، أبلغ جيش الاحتلال المنظمات الدولية ببدء إجلاء سكان المدينة إلى جنوب القطاع، حيث تحذر أوساط فلسطينية ودولية من احتمال دفع السكان للهجرة خارج المنطقة المنكوبة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد ضحايا الحرب، إلى 62 ألفاً و192 فلسطينياً من بينهم 67 سقطوا أمس.
وفي الضفة الغربية، أصيب مستوطن إسرائيلي بإطلاق نار نفذه فلسطيني قبل أن تقتله قوات الاحتلال، فيما دعت «حماس» إلى تصعيد الحراك الشعبي للتصدي لمخططات الحكومة الإسرائيلية في الذكرى الـ 56 لإحراق المسجد الأقصى.