شنو مصدرك؟

نشر في 22-08-2025
آخر تحديث 21-08-2025 | 17:34
 ليلى آل عباس

سؤال كان كفيلاً بأن يحرج ويستفز كل الطلبة على مدار محاضرة كاملة أيام الدراسة بكلية القانون. كل إجابة لأي طالب كان يقابلها سؤال من الدكتور عمر الحسينان (شنو مصدرك؟). لم يبح بالهدف منه إلا بآخر المحاضرة حيث قام بتوجيهنا بعدم النطق بأي معلومة دون ذكر مصدرها، والابتعاد عن كلمة سمعت أو قرأت بمكان ما. والمصادر درجات، فمثلاً في القانون أول مصدر هو الدستور يليه التشريعات ثم الأنظمة واللوائح، الفقه وهكذا. فالتدرج بالمصادر والرجوع للمصادر الرسمية مهم. اليوم مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث أصبح من السهل الحصول على معلومة ولكن هل كل ما ينقل صحيح؟ للأسف الشديد الأغلبية أصبحوا متلقين، يدافعون عن الفكرة أو المعلومة الأولى التي رسخت في أذهانهم دون بحث، وهذا ما يأخذني لكتاب «كيف تقرأ كتاباً»، تأليف مورتيمر آدلر وتشارلز ڤان دورن، وهو يعود لعام 1995، حيث سُرد في الكتاب بداية الاستغناء عن القراءة، فناتج ظهور التلفاز والمذياع استغنى الأغلبية عن الكتب وتوجهوا للمعلومات المرئية والسمعيّة، وهذه الوسائل جعلت الفرد متلقياً حافظاً لما يقال دون تفكير وتحليل أو حتى بحث. وذات الأمر مع وسائل التواصل الاجتماعي ولكن بصورة أسوأ، فالوسائل الأخرى تتبع جهة رسمية، أما في هذه فكل شخص قادر على نشر ما يريد دون إذن، فهل هناك من يبحث عن أصل المعلومة التي نشرت؟

يذكر د. سليمان الخضاري في مقالته «إدمان الحلول السريعة» أننا نعيش عصر الإشباع الفوري والبحث عن النتائج بوقت قياسي، وهو ما نراه فعلياً، فالفرد أصبح يبحث عن المعلومة السريعة دون بذل أي مجهود، فبدلاً من قراءة كتاب كامل يفضل المقاطع المختصرة. أعتقد اليوم لا نملك إلا ثلاثاً: 1- تكثيف التشجيع على القراءة. 2- توجيه صانعي المحتوى إلى ذكر المصادر. 3- إحراج ناقل المعلومة دون مصدر حتى يبحث، كما فعل دكتور عمر وكان سبباً بأن أبحث دائماً عن المصدر.

back to top