الاحتلال يكثّف ضرباته على غزة.. وتزايد الضحايا

نشر في 21-08-2025 | 13:40
آخر تحديث 21-08-2025 | 13:40
أعمدة الدخان تتصاعد إثر غارة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
أعمدة الدخان تتصاعد إثر غارة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة

استهدفت ضربات إسرائيلية مكثّفة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال الليل وذلك غداة إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء العمليات التمهيدية للسيطرة على المدينة.

وكانت إسرائيل أقرّت الأربعاء خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة، واستدعت 60 ألف جندي احتياط، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني شخص في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقال الجيش مساء الأربعاء «نحن لا ننتظر، شرعنا بالعمليات التمهيدية للسيطرة على مدينة غزة، قواتنا متواجدة في أطراف المدينة».

وأثار إعلان إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية من اجل السيطرة على مدينة غزة انتقادات دولية ومعارضة داخلية أيضا.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه سيبدأ مطلع سبتمبر المقبل استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.

وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الضربات الإسرائيلية منذ الفجر تسبّبت بمقتل تسعة أشخاص على الأقل في مناطق عدّة من قطاع غزة.



«عدد كبير من الضحايا»

ورأت حماس في الخطة العسكرية للسيطرة على مدينة غزة «استهتارا» بالجهود التي تبذلها وساطات عربية ودولية لوقف الحرب المتواصلة منذ الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقالت الحركة في بيان إنّ إعلان الجيش الإسرائيلي «يمثّل إمعانا في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 22 شهرا واستهتارا بالجهود التي يبذلها الوسطاء» لوقف الحرب.

والخميس الماضي، قدّم الجيش الإسرائيلي معلومات مفصلة حول عملياته في القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرا الى أنه يسيطر حالياً على 75 % من القطاع، ومؤكداً أن المناورات والضربات «هيّأت الظروف» لتكثيف الضغط على حركة حماس والتحضير للمراحل التالية من الحملة العسكرية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين الأربعاء إن حماس تحوّلت إلى «مجموعة متمردة ضعيفة وفي مأزق».

ارتفاع ضحايا التجويع



أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، تسجيل حالتي وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقالت الوزارة في بيان:«يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 271 شهيداً، من بينهم 112 طفلاً».

وكانت الوزارة أكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.

سوء التغذية



وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» اليوم الخميس، بأن حوالي واحد من كل ثلاثة أطفال يعانون الآن من سوء التغذية في مدينة غزة.

وقالت «أونروا»، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك «لا تسمح السلطات الإسرائيلية بدخول مساعدات كافية».

وأضافت:«هناك حاجة على الأقل من 500 إلى 600 شاحنة حمولة يوميا. الإسقاطات الجوية خطيرة وغير ضرورية».

وأشارت إلى أنه «مع اشتداد الحرب في مدينة غزة ستزداد الأمور سوءا»، قائلة «دع (أونروا) تقدم المساعدات على نطاق واسع وتوزعها بأمان».

وضع «لا يحتمل»

ورأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تكثيف القتال في قطاع غزة أمر «لا يحتمل» مع شن الجيش الإسرائيلي عملية جديدة في القطاع الفلسطيني وتكثيف قصفه عليه.

وقال كريستيان كاردون الناطق باسم اللجنة ومقرها في جنيف في رسالة إلى وكالة فرانس برس «تكثيف القتال في غزة يعني المزيد من القتلى والمزيد من النزوح والدمار والمزيد من الذعر».

وأضاف «غزة مكان مغلق لا يمكن لأي شخص الفرار منه وحيث الحصول على الرعاية الصحية والطعام والمياه العذبة يتراجع» مشيرا أيضا إلى أن «أمن العاملين في المجال الإنساني يتراجع ساعة بعد أخرى».

وختم بالقول إن الوضع «لا يحتمل».

وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل نشط في العلميات الإنسانية على الأرض في قطاع غزة. وقد شاركت في كل عمليات تبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

معاقبة من يعارض حل الدولتين



طرح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الخميس مجددا مقترح بلاده للاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على كل من يعارض حل الدولتين، في وقت ترفض فيه الحكومة الإسرائيلية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفي مقابلة باللغة الإنكليزية مع قناة الجزيرة، ذكّر ألباريس بأنه في خضم التصعيد العسكري في قطاع غزة، اقترحت إسبانيا على الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على إسرائيل و«معاقبة كل من يحاول إفساد حل الدولتين».

وتشمل المقترحات أيضاً التعليق «الفوري» لاتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، حيث إن علاقاتهما «تستند إلى حقوق الإنسان ولا يمكن أن تستند إلا إلى احترام حقوق الإنسان».

وقال ألباريس عن الهجوم الإسرائيلي على فلسطين: «هذا ليس الطريق إلى السلام، وليس الطريق لتحقيق الأمن لأي شخص في الشرق الأوسط، بما في ذلك شعب إسرائيل. وبالطبع، هذا يتعارض مع القانون الدولي، ومع العدالة للشعب الفلسطيني في غزة، بل ومع الإنسانية».

ولهذا السبب، طالب بـ«وقف التصعيد العسكري»، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

وأضاف: «في النهاية، نحن ندعم حل الدولتين، ونريد أن نرى دولة فلسطينية، مع غزة والضفة الغربية - التي تتعرض لضغوط هائلة والتوسع المستمر للمستوطنات غير القانونية - يتم توحيدهما تحت سلطة فلسطينية واحدة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وواقعية».

back to top