روسيا تقضم في الشرق... وترفض تقديم الغرب أي ضمانات أمنية لأوكرانيا دون مشاركتها

نشر في 20-08-2025
آخر تحديث 20-08-2025 | 20:19
بوتين مجتمعاً في موسكو بحاكمة المنطقة اليهودية الذاتية الحكم ماريا كوستيوك أمس (رويترز)
بوتين مجتمعاً في موسكو بحاكمة المنطقة اليهودية الذاتية الحكم ماريا كوستيوك أمس (رويترز)

على وقع استمرار توسعها العسكري غير المسبوق في الشرق الأوكراني، استبقت روسيا اجتماع رؤساء أركان دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة مستقبل الضمانات الأمنية لكييف، وحذّرت اليوم من أنّ أي ترتيبات أمنية تُناقَش في الغرب من دون مشاركتها، محكوم عليها بالفشل، معتبرة أنّ تجاوز مصالحها بهذا الملف «أمر غير مقبول».

في المقابل تتواصل المساعي لعقد قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي برعاية أميركية وأوروبية، شدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أنّ «بحث الضمانات الأمنية بشكل جدي من دون روسيا طريق إلى المجهول»، مؤكدا أن موسكو لن تقبل أن يتم اتخاذ قرارات حول الأمن الجماعي من دون مشاركتها.

وأضاف: «لم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين، بل مجرد محاولات خرقاء للتأثير على موقف الرئيس ترامب تجاه أوكرانيا».

وفي أوج الحراك الغربي لتأمين الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح ترامب تقديم دعم عسكري جوي لكييف في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو، لكنه استبعد إرسال قوات برية، محمّلاً الحلفاء الأوروبيين مسؤولية الانتشار على الأرض.

وتبقى قضية الأراضي التي تسيطر عليها روسيا - والتي تقدَّر بنحو 20 في المئة من أوكرانيا - العائق الأكبر أمام أي اتفاق محتمل. فبينما تصرّ كييف على عدم تقديم أي تنازلات إقليمية، دعا ترامب نظيره زيلينسكي إلى إظهار «مرونة» خاصة في منطقة دونباس. لكنّ الأوروبيين، وعلى رأسهم المستشار الألماني ميرتس، أكدوا رفضهم الضغط على أوكرانيا للتخلي عن أراضيها.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على 3 بلدات جديدة في شرق ووسط أوكرانيا، مما يعكس استمرار التصعيد رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة.

وفي حين تتصاعد المحادثات حول الضمانات الأمنية، تبقى موسكو ثابتة على موقفها بأنّ أي تسوية سلمية لن تصمد ما لم تُدرَج مصالحها ضمن الاتفاق. وبذلك، تدخل الحرب الأوكرانية مرحلة مفصلية تتقاطع فيها الحسابات الأميركية والأوروبية مع الشروط الروسية الصارمة، في حين تبقى فرص السلام رهينة التوازن بين هذه القوى.

back to top